قد لا تكون مسألة الصواريخ التي يتم إطلاقها من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، هي وحدها التي تشكل ضغطاً على الداخل اللبناني، إذ أن بعض الإجراءات الأمنية والعمليات الاستخباراتية بإمكانها أن تفي بالغرض لصد هذه العمليات المشبوهة.
Advertisement
في المقابل، ثمة أمر آخر يزيد الضغط على لبنان سياسياً وأمنياً ولا يمكن التخلص منه بسهولة، ويتمثل بوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت واخراج إسرائيل من التلال الخمسة التي تشكل ورقة الضغط الأساسية باتجاه دفع لبنان نحو مفاوضات سياسية مع إسرائيل.
يقول مرجع أمني بارز سابق لـ"لبنان24" إن الدولة اللبنانية بشخص رئيس الجمهورية جوزاف عون تعي تماماً خطورة ورقة التلال على الداخل اللبناني لاسيما من الناحية الأمنية والسياسية، ويضيف: "بالمعنى العسكري، لا قيمة للوجود الإسرائيلي على رأس هذه التلال، ذلك أن أمرها لا يقدم ولا يؤخر عسكرياً وسط وجود الطائرات المسيرة الإسرائيلية التي تلعب دور المراقب والمهاجم في آن واحد".
وأكمل: "إذا كانت إسرائيل تسيطر على الجو، فلماذا تحتفظ بالتلال الخمسة؟ الكذبة الإسرائيلية عن أن الوجود هناك يمنع هجمات حزب الله نفتها عمليات إطلاق الصواريخ المشبوهة والتي طالت مستوطنات حدودية، وذلك من منطقة شمال الليطاني غير المتاخمة للحدود بين لبنان وإسرائيل. عملياً، فإن هذه الصواريخ وصلت رغم الوجود الإسرائيلي على هذه التلال، ما يعني أن أمرها ليس مهماً عسكرياً".
وذكر المرجع أن " الهدف الإسرائيلي من هذه التلال هو الضغط على بيئة حزب الله في المناطق الحدودية وإحداث بلبلة نفسية أساسها عرقلة إعادة الإعمار، ناهيك عن هدف آخر يتمثل بالضغط السياسي على لبنان من خلال الوجود الإسرائيلي للدفع نحو التفاوض السياسي".
المسألة الأخيرة هي التي أشار إليها الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير في يوم القدس، حينما تحدث عن ضرورة حصول الانسحاب الإسرائيلي من دون أي قيد أو شرط. لكن، ما الذي يضمن حصول ذلك؟ ما هي أوراق قوة لبنان الحالية؟
بكل بساطة، فإن إسرائيل تسعى لفرض أدوات تحرك الشارع اللبناني من خلال تكريس احتلال لا يمكن التعاطي معه بسهولة. أما الأمر الأخطر، بحسب المرجع، هو أن أي مبادرة من حزب الله تجاه هذه التلال عبر عمليات إغارة، سيفتح المعركة مجدداً وسيدفع إسرائيل لشن قصف جديد موسع وتحديداً إن تبنى حزب الله الهجمات.. فهل سيتحمل الأخير حرباً جديدة؟ وهل سترضى بيئته بأي عمليات حربية يمكن أن تفتح الباب لصراح محموم صعب؟ الإجابة تكشفها الأيام المُقبلة!