ذكرت صحيفة "The Spectator" البريطانية أنه "في الوقت الذي تتصدر فيه رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمركية عناوين الأخبار في الشرق الأوسط، تُصعّد إسرائيل حملتها على سوريا. فقد استهدفت غارات جوية إسرائيلية أهدافًا في كل أنحاء البلاد، بما في ذلك قاعدة تي فور الجوية في حمص، ليلة الأربعاء. وتُعدّ هذه الحملة الأخيرة، التي شُنّت خلال الأشهر القليلة الماضية، والتي شملت عشرات الغارات الجوية ونشر قوات، تصعيدًا كبيرًا. وكانت الغارات الجوية الأخيرة في سوريا تهدف إلى ردع تركيا عن استخدام قواعد داخل البلاد. وصرح مسؤول إسرائيلي لصحيفة جيروزالم بوست بأن القصف كان "لإيصال رسالة إلى تركيا"."
Advertisement
وبحسب الصحيفة، "تقربت تركيا بشكل كبير من القيادة الجديدة في سوريا. فقد كانت لها علاقة متوترة مع هيئة تحرير الشام، المنحلة الآن، عندما كان الإسلاميون في المعارضة، محاصرين في شمال سوريا. ولكن الآن، وبعد أن تولت القيادة السابقة للهيئة السلطة في دمشق، فإن تركيا عازمة على أن تكون لاعباً مهماً. فهي تروج للدعم الاستخباراتي والمادي التركي للهجوم الذي أطاح ببشار الأسد، مما يسهل الكثير من الدبلوماسية التي تقدم الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع للعالم الأوسع. كما تبدو تركيا مستعدة لتولي إدارة العديد من القواعد التي سُلمت، في ظل النظام السابق، إلى روسيا وإيران ووكلائها، ولمؤسسات مختلفة مرتبطة بحكومة الأسد".
وبحسب الصحيفة، "مع ذلك، فضّلت إسرائيل الأسد وروسيا على ما تواجهه الآن، فسوريا يحكمها أفراد من الأغلبية السنية. ادّعى الأسد أنه عضو في محور المقاومة، وهو تحالف إيران الإقليمي الموجّه ضد إسرائيل، كما استضاف فصائل مسلحة هاجمت إسرائيل باستمرار. لكن وعد الأسد الخاص كان الحفاظ على "هدوء" الحدود. ومع سقوط نظام الأسد في كانون الأول من العام الماضي، ضربت إسرائيل أهدافًا في كل أنحاء البلاد. كان بعض ذلك منطقيًا وإن كان مشكوكًا فيه من الناحية التكتيكية كتدمير مختبرات الأسلحة الكيميائية ومخزونات مزعومة من أسلحة الدمار الشامل، على سبيل المثال. لم تكن الضربات الأخرى منطقية إلا من منظور ضيق، فقد حاولت إسرائيل نزع سلاح سوريا الجديدة، وإغراق أسطول النظام القديم، وتدمير ما زعمت أنه 80% من "القدرات العسكرية" السورية".