تراجع ثقافة وهب الأعضاء في لبنان: عواقب وخيمة على المرضى - خليج نيوز

تعتبر عملية وهب الأعضاء من القضايا الإنسانية الحيوية التي تساهم في إنقاذ حياة العديد من المرضى الذين يعانون من فشل في الأعضاء الحيوية. في لبنان، يواجه برنامج وهب الأعضاء تحديات كبيرة تتعلق بالثقافة العامة، الوضع الاقتصادي، والظروف الصحية.

Advertisement


شهد لبنان أول عملية وهب وزرع كلى من واهب متوفى عام 1990. ومع ذلك، لم يتم تأسيس برنامج وطني لوهب وزرع الأعضاء بشكل رسمي إلا في عام 2009، عندما أُعطيت الهيئة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء مسؤولية وضع أسس البرنامج الوطني.

حتى الآن، يوجد حوالى 700 مريض مسجلين على لائحة انتظار وهب الأعضاء في لبنان، حيث يحتاج معظمهم إلى زراعة كلى. تشير التقارير إلى أن نسبة وهب الأعضاء لا تزال خجولة بسبب عدة عوامل منها الثقافة المجتمعية والاقتصادية. وعلى الرغم من أن هناك حوالى 33,000 شخص قد وقعوا على بطاقات وهب بين عامي 2001 و2022، إلا أن هذه النسبة تعتبر منخفضة مقارنة بالحاجة الملحة للمتبرعين.

تحديات اقتصادية
الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد أثرت بشكل كبير على برنامج وهب الأعضاء. فقد أدت إلى فقدان عدد كبير من المتخصصين في المجال الصحي مثل الأطباء والممرضين الذين غادروا البلاد بحثًا عن فرص أفضل. كما أن الوضع المالي الصعب جعل الكثير من المرضى غير قادرين على تحمل تكاليف العلاج أو حتى تكاليف جلسات الغسيل الكلوي، مما يزيد من معاناتهم.

وكان لجائحة كورونا تأثيرات سلبية كبيرة على عمليات وهب الأعضاء، فتوقفت كل برامج الوهب لمدة سبعة أشهر تقريبًا خلال ذروة الجائحة، مما أدى إلى انخفاض حاد في عدد المتبرعين. ووفقًا لتقارير الهيئة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء، انخفضت نسبة الوهب عالميًا بنسبة تتراوح بين 30% إلى 50% خلال فترة الجائحة.

الثقافة العامة حول وهب الأعضاء
يشير طبيب جراحة لـ"لبنان24" أن "ثقافة وهب الأعضاء لا تزال ضعيفة في المجتمع اللبناني. والعديد من الناس لديهم مخاوف تتعلق بالموت أو تشويه الجسد بعد الوفاة. بالإضافة إلى ذلك، هناك اعتقادات دينية وثقافية تؤثر سلبًا على قرار التبرع بالأعضاء".

كما تؤكد الأخصائية النفسية ماريا شلح أن "تعزيز ثقافة العطاء يتطلب جهدًا جماعيًا من جميع فئات المجتمع. ويجب أن تشمل الجهود التعليمية المدارس والجامعات ووسائل الإعلام، لتكون الرسالة واضحة حول أهمية وهب الأعضاء كعمل إنساني نبيل ينقذ الأرواح".

ومن المهم أيضًا توفير الدعم النفسي للمتبرعين قبل وبعد عملية الوهب، حيث يمكن أن يواجه المتبرعون مشاعر مختلطة بعد اتخاذ قرارهم، مثل الفخر أو الندم أو حتى القلق بشأن صحة المستفيد. لذا، فإن وجود أخصائي نفسي يمكن أن يسهل عليهم التعامل مع هذه المشاعر ويساعدهم على فهم تأثير قرارهم بشكل أفضل.

إن جهود التوعية لوهب الأعضاء في لبنان تمثل خطوة حيوية نحو بناء مجتمع أكثر تضامنًا وإنسانية. ومن خلال توفير المعلومات الصحيحة والدعم اللازم، يمكن تشجيع المزيد من الناس على اتخاذ خطوات إيجابية نحو وهب أعضائهم وتحسين حياة الآخرين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الاصوات بخمسين ألف دولار - خليج نيوز
التالى هذا ما تحتاج إليه الحكومة لكسب ثقة الناس - خليج نيوز