عسكرياً.. ماذا سيحلّ بـ"حزب الله" إن سقط "نظام طهران"؟ - خليج نيوز

منذ نشأته في ثمانينيات القرن الماضي، كان "حزب الله" الممثل الأول لإيران في لبنان، كما أن التمويل والتسليح يأتيان منها منذ ذلك الحين.

Advertisement


طوال السنوات الماضية، لم تترك إيران "حزب الله"، بينما الأخير بقيَ مرتبطاً بها ارتباطاً وثيقاً، حتى إنه بات ما يُعرف بـ"حجر زاوية" محور إيران في المنطقة والعصب الأساسيّ لها.

حالياً، تخوض إيران حرباً شرسة ضد إسرائيل منذ 13 حزيران الجاري، والمعركة التي كانت غير مباشرة، باتت الآن وجهاً لوجه. القصف مُتبادل والصراع عشوائي، بينما بنك الأهداف المحدد لدى الطرفين، يتم استهدافه بشكل مباشر.

وسط كل ذلك، تبرز كثيراً الأقاويل عن إمكانية إسقاط النظام الإيراني إبان هذا الهجوم الإسرائيلي عليها، خصوصاً في حال جرى تشكيل تحالفٍ دوليّ لقصف إيران. المسألة هذه ما زالت غير مُحققة بشكل مباشر، لكنها واردة، وبالتالي فإن أي سقوط للنظام الحالي يعني انفصال "حزب الله" تماماً عن إيران.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في تصريحٍ له، أمس الأربعاء، إنَّ سقوط النظام الإيراني "قد يحصل"، من دون أن يجزم شيئاً. في المقابل، فإنَّ هناك وجهات نظر أخرى تفيد بأن الكلام عن سقوط النظام ليس واقعياً بدرجة كافية، فالعوامل التي ستؤدي إلى هذا الأمر قد لا تكون متوافرة الآن حتى وإن كانت إيران تتلقى ضربات شديدة من إسرائيل.. ولكن، فلنضع حصول هذا السيناريو في الحسبان.. ماذا يعني ذلك بالنسبة لـ"حزب الله" وهل بإمكان "حزب الله" أن يستمر من دون دعم إيران مالياً وعسكرياً وسياسياً؟
إستقلالية في التسليح؟

يتحدّث الخبير العسكري والإستراتيجي العميد المُتقاعد هشام جابر عبر "لبنان24" مفنداً تأثيرات سيناريو "سقوط النظام الإيراني" على "حزب الله"، ويقول: "حتماً، إذا سقط النظام في طهران سينعكس ذلك مباشرة بشكلٍ سلبي على حزب الله خصوصاً من حيث الدعم المادي للأخير".

يلفت جابر أيضاً إلى أن "حزب الله" وصل إلى ما هو عليه من قوة عسكرية بفضل إيران التي أنفقت عليه مليارات الدولارات خلال العقود الماضية، مشيراً إلى أن التسليح الأساسي الذي حصل عليه "حزب الله" كان من خلال طهران، وأضاف: "إن أي سقوط للنظام في إيران سيدفع حزب الله لإعادة التموضع والتحول إلى حزب لبنانيّ صرف".

من يدخل في صميم الحزب من حيث التركيبة والتفرعات، سيعي أن الأخير لا يعتمد على إيران في كل شيء، إذ بات نفسه يعمل على تصنيع المعدات العسكرية والطائرات المسيرة داخل لبنان، ناهيك عن وجود مراكز لتصنيع الصواريخ وترقيتها وتحديثها.

كل ذلك كان قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان والتي انتهت بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار في تشرين الثاني 2024. أما الآن، وبعد الضربات الشديدة التي تلقاها الحزب، ثمة شكوكٌ في إمكانية استمرار قدراته على التصنيع، فيما تبرز معطيات من مصادر مختلفة تفيد بأنَّ الحزب ما زال يمتلك أوراق قوة تسليحية وتصنيعية يمكن أن يستفيد منها ذاتياً.

وفق جابر، فإنَّ التصنيع يحتاج إلى تمويل، ويلفت إلى أنَّ "حزب الله" يعتمد على إيران للحصول على المال، لكن في الوقت نفسه لديه شبكاته التمويلية الخاصة التي أسسها خلال السنوات الماضية والتي باتت "منبعاً" للمال.

ولكن وسط كل هذا، فإن ما أثر على "حزب الله" فعلياً هو أن طريقه من سوريا بات شبه مقفل منذ سقوط النظام السوري السابق أواخر شهر كانون الأول عام 2024. آنذاك، وُضع "حزب الله" أمام واقع لوجستي جديد، حتّم عليه إيجاد وسائل مختلفة لإكتفاء ذاتي والاعتماد على ما تبقى لديه من مقدّرات إبان الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.

جغرافياً، يعتبر "حزب الله" رهن عزلة ميدانية، فلا سوريا باتت معبراً له في حين أن التهريب عبر البحر ليس سهلاً فيما المنافذ الشرعية قيد المراقبة. إذاً، يتكل "حزب الله" على قدراته الذاتية من جهة وعلى جهات أخرى ليشتري منها قطع غيار وسلاح، وليس بالضرورة من الإيرانيين.
مصدر مطلع على أجواء "حزب الله" يقول لـ"لبنان24" إنَّ الحزب منذ زمن طويل يعتمد خططاً مختلفة للتسليح، في حين أن التطوير الذي حققه "حزب الله" لذاته طيلة السنوات الماضية كان رهن "إكتفاء ذاتي" من أجل عدم الاعتماد على إيران بالمطلق أو أي دولة أخرى للحصول على قطعة السلاح.
بالنسبة للمصدر، فإن "مسألة تخلي الحزب عن منطقة جنوب الليطاني لا يعني أنه خسر كل مقدراته التصنيعية، ذلك أن الحزب لا يعتمد على تلك المنطقة لإنتاج السلاح أو تصنيع الصواريخ، والعمق الإستراتيجي له هو مناطق أخرى داخل لبنان وليس الجنوب".
في المقابل، يقول جابر إنَّ بإمكان "حزب الله" التصنيع واستقدام المواد الصغيرة الأساسية في إنشاء الصواريخ والأسلحة المختلفة وذلك من خلال نقلها عبر البحر مثلاً، ويضيف: "المستلزمات الصغيرة يمكن إدخالها بسهولة لتجميعها وتحويلها، في حين أن انتاج المسيرات كان يتم محلياً داخل لبنان من قبل الحزب نفسه.
وأكمل: "أكبر دليل على ذلك هو اليمن المحاصر، وفي ظل ذلك استطاع الحوثيون هناك تصنيع وإنتاج ما يريدون من الصواريخ وذلك رغم العزلة المفروضة عليهم".
ماذا عن التمويل والسياسة؟
حكماً إن سقط النظام الإيراني، سيُصاب "حزب الله" بمأزق مالي كبير كونه كان يتلقى من طهران مئات ملايين الدولارات سنوياً. لكن في المقابل، فإن الشبكة التمويلية الخاصة التي تحدّث عنها جابر، تتيح لـ"حزب الله" أن يعتمد على تمويله الذاتي لتلبية شؤونه ودفع ما يستطيع دفعه من رواتب ومخصصات. وعليه، فإن الاعتماد على إيران لا يعتبر محورياً، لكنه يمثل الأساس بالنسبة لـ"الحزب".
على الجانب السياسي، يؤكد جابر أن بقاء "حزب الله" محسوم على الساحة الداخلية، ويقول إنَّ الأخير أنشأ بيئة شعبية كبيرة تناصره وتدافع عنه كما أنه يبستمدّ شرعيته من الناس، وتابع: "حتى وإن تغير النظام في طهران، إلا أن فكرة المقاومة ستبقى لدى حزب الله وهي لن تُزال من أذهان الناس. بطبيعة الحال سيحتفظ المنتسبون والمناصرون لحزب الله في الجنوب بأسلحة خفيفة لقتال إسرائيل، وفي حالة أي حرب يستطيع الحزب تعبئة آلاف المقاتلين لصالحه واستنهاضهم".

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق "نائب الصناعة" يلتقي مستثمري القصيم بمقر "الغرفة"
التالى هل تستطيع قنبلة أميركية خارقة للتحصينات تدمير مفاعل فوردو الإيراني؟ - خليج نيوز