Advertisement
وبحسب المجلة، "هذا يمنح قنبلة MOP، التي هي أقوى من أي قنبلة تقليدية معروفة في ترسانة إسرائيل، ما يكفي من التأثير لتدمير جزء كبير من منشآت التخصيب تحت الأرض في إيران، وخاصة موقع نطنز، الذي يُعتقد أنه مدفون على عمق عشرين متراً تحت الأرض ومحاط بنحو مترين من الخرسانة المسلحة، ولكن هذا قد لا يكون كافيا لتدمير منشأة فوردو الأكثر حماية، والتي تقع داخل جبل تحت ما يصل إلى 80 مترا من الصخور والتربة، على الرغم من أن القنبلة تم تطويرها لهذا الغرض المحدد. وقال رافائيل غروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن بعض المنشآت الأكثر حساسية في فوردو ربما تكون مدفونة على عمق أكبر، يصل إلى نصف ميل تحت الأرض. وقال هذا الشهر للمجلة: "لقد زرت هذا المكان مرات عديدة. وللوصول إليه، عليك أن تسلك نفقًا حلزونيًا نزولًا، نزولًا، نزولًا"."
وتابعت المجلة، "إن غياب أي ضمانات بأن ضربة ناجحة بالقنابل، أو حتى سلسلة من الضربات، من شأنها أن تدمر معظم أو كل المخزون النووي المخصب بالفعل في فوردو، يذكرنا بمأزق مماثل واجهته الولايات المتحدة في الماضي. فعندما كانت الولايات المتحدة تفكر في حملة قصف استباقي ضد الأسلحة النووية السوفييتية المتمركزة في كوبا خلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، كان أحد المخاوف الرئيسية هو الفشل المحتمل في تدمير كل الأهداف، وكان هذا ما دفع الرئيس كينيدي إلى اختيار الحصار البحري والدبلوماسية بدلاً من ذلك. وقال روبرت بيب، المؤرخ العسكري الأميركي: "كانت القوات الجوية الأميركية واثقة فقط من قدرتها على تدمير 85 في المائة من الأهداف، وهذا هو السبب في وجود خطط أيضًا لغزو بري لاحق". وأضاف: "في الحالة الإيرانية، كيف يُمكن لمجلس الأمن القومي الأميركي التأكد من أنه سيتمكن من تدمير كل شيء؟ هذه هي المشكلة الكبرى".
وأضافت المجلة، "صُنعت قنبلة MOP بواسطة شركة بوينغ، وخضعت للاختبار في ميدان وايت ساندز للصواريخ في نيو مكسيكو، لكنها لم تُستخدم قط في القتال الفعلي، وهذا يُثير مشكلةً أخرى محتملة. وقال بيب "إن تدمير موقع فوردو، الذي صممت القنبلة الذرية الخارقة خصيصًا من أجله، قد يتطلب على الأرجح استخدام قنبلتين على الأقل، كل منهما تصيب المكان عينه بالضبط". وأضاف: "قد يكون ذلك جيدًا، وأنا متأكد من أن القوات الجوية الأميركية تمتلك القدرات التقنية اللازمة. لكن لم يسبق أن حدث ذلك في حرب حقيقية". لقد سبق واستخدمت الولايات المتحدة قنبلة "MOAB"، والمعروفة باسم "أم القنابل"، في أفغانستان في عام 2017. حينها، تم إسقاطها على مجمع كهوف تديره جماعة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في ولاية ننغرهار. أما قنبلة MOP فهي أكثر استهدافًا من قنبلة MOAB، فشحنتها المتفجرة أكبر ويتم حملها داخل غلاف معدني شديد الصلابة يسمح بالاختراق قبل الانفجار".
وبحسب المجلة، "يُعتقد أن الترسانة الأميركية تحتوي على حوالى 20 قنبلة MOP، وتبلغ تكلفة كل قنبلة حوالى 4 ملايين دولار، بناءً على عقد بقيمة 28 مليون دولار أبرمته القوات الجوية الأميركية عام 2011 لشراء ثماني منها. إن قاذفة القنابل الشبح B2 Spirit هي الوحيدة المُصمَّمة لحمل ونقل قنابل MOP. حالياً، يوجد 20 قاذفة B2 في الخدمة، وفقًا لسلاح الجو الأميركي، كل منها قادرة على حمل قنبلتي MOP، واحدة في كل حجرة قنابل. وتتمتع القاذفة بمدى يصل إلى 11 ألف كيلومتر من دون وقود، أو 19 ألف كيلومتر مع التزود بالوقود في الجو مرة واحدة، مما يجعل أي هدف تقريبا في العالم في متناول اليد. ورغم القدرات المرعبة التي تتمتع بها قاذفات MOP وB2، فإن أي مهمة لتدمير منشأة فوردو ستواجه صعوبات تكتيكية أخرى، بحسب بيب".
وتابعت المجلة، "السبب الأول هو أن إسقاط أكثر من قنبلة على المنشأة قد يتطلب من قاذفة B2 أن تحلق فوق هدفها، مما يجعلها عرضة للدفاعات الجوية الإيرانية. وقال بيب: "القاذفة B2 هي قاذفة شبحية، لكنها مصممة لتجنب الرادار، فهي ليست خفية في كل جوانبها. على سبيل المثال، قاعها مسطح للغاية، مما يجعلها عرضة للصواريخ المضادة للطائرات، تمامًا مثل طائرة 737". أما التحدي الثاني فيتمثل في تأمين مسار طيران آمن لقاذفة B2 نحو هدفها، ويمكن تحقيق ذلك باستخدام صواريخ كروز مضادة للرادار قادرة على تدمير أي منشآت رادار إيرانية لم تدمرها القوات الإسرائيلية بعد. وأضاف بيب "لكن إيران ربما كانت تتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بقطع مثل هذا الممر". وأضاف: "قد تنجح الغارة الجوية، ولكن يجب أن يتم تنفيذها مع العلم أن ذلك لم يحدث من قبل على الإطلاق"."