نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الفرق بين ChatGPT وAlpha Evolve: ثورة جديدة في الذكاء الاصطناعي من Google, اليوم الاثنين 23 يونيو 2025 01:45 صباحاً
من هنا، ظهرت تقاربات يبن أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وAlpha Evolve، حيث أحدث Alpha Evolve ضجة واسعة بعد أن تمكن من حل مسألة حسابية عجز عنها العلماء لأزيد من 56 عاما، فما الذي يفرق هذا النظام عن نماذج الذكاء الاصطناعي المألوفة مثل ChatGPT؟ إليك توضيح مبسط لأبرز الاختلافات:
يعد ChatGPT أحد أشهر نماذج الذكاء الاصطناعي في العالم، ويعتمد على بنية GPT-4o التي تتيح له فهم وكتابة النصوص، بالإضافة إلى التفاعل الصوتي والمرئي، يتميز هذا النموذج بقدرته على: إجراء محادثات طبيعية وسلسة، كتابة المقالات والأبحاث، إنتاج أكواد برمجية، ترجمة وتلخيص المحتوى ودعم المستخدمين في مهامهم اليومية.
ورغم ما قد يبدو عليه ChatGPT من قدرة على «توليد المحتوى»، إلا أنه لا يُنتج معلومات جديدة من تلقاء نفسه، بل يعتمد على بيانات ضخمة تم تدريبه عليها سلفا ليولد منها نصوصا متوقعة وفقا للسياق.
في المقابل، يمثل Alpha Evolve نقلة نوعية في الذكاء الاصطناعي، حيث إن هذا النظام، الذي طورته Google DeepMind، لا يركز على المحادثة أو التفاعل، بل على تحسين الخوارزميات الرياضية والهندسية وابتكار حلول جديدة لمشكلات معقدة.
يعمل Alpha Evolve من خلال: إنتاج خوارزميات جديدة باستخدام التفكير التطوري، تقييم أدائها تلقائيا وتحسينها عبر دورات من التجربة والتعلم، اكتشاف حلول رياضية لم تحل سابقا بواسطة البشر.
وقد تمكن هذا النظام بالفعل من إعادة إنتاج حلول لأكثر من 70% من مسائل رياضية مفتوحة، بل وابتكر حلولا أكثر كفاءة في 20% منها، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ الذكاء الاصطناعي.
مقارنة شاملة بين النموذجين:
أولا: آلية التعلم
يعتمد ChatGPT على التدريب المسبق باستخدام كميات هائلة من النصوص والبيانات، فهو لا يتعلم من الأخطاء أو التجارب الجديدة، بل يتطلب إعادة تدريب كاملة من قبل المطورين ليتم تحسينه.
أما Alpha Evolve، فهو يتعلم بطريقة أقرب إلى الطبيعة، كل تجربة يمر بها سواء كانت ناجحة أو فاشلة، تساهم في تطويره وتحسين قدراته، ما يجعله نموذجا ديناميكيا يتطور مع الوقت دون الحاجة لتدخل بشري مباشر.
ثانيا: الوظيفة والأهداف
يتميز ChatGPT بكونه نموذجا لغويا متعدد الاستخدامات، متخصصا في كتابة المحتوى، إجراء المحادثات، الإجابة عن الأسئلة والمساعدة في البرمجة.
في المقابل، تم تصميم Alpha Evolve خصيصا لاكتشاف حلول معقدة في مجالات علمية وهندسية مثل الفيزياء، الرياضيات، وتحليل البيانات.
هدفه ليس مجرد التفاعل، بل الإبداع العلمي والتقني.
ثالثا: طريقة العمل
يعتمد ChatGPT على التنبؤ الإحصائي، أي أنه يتوقع الكلمات القادمة بناء على ما تدرب عليه من قبل.
أما Alpha Evolve فيستخدم نهج «التجربة والخطأ»، حيث يقوم بمحاولات متعددة، يتعلم من إخفاقاته، ويحسن نتائجه بشكل تراكمي.
هذه الطريقة تحاكي آليات التطور البيولوجي في الكائنات الحية، وهو ما يمنحه قدرة فريدة على التكيف والتطور.
رابعا: التأثير العملي
رغم كفاءة ChatGPT في كتابة النصوص وتحليلها، فإن Alpha Evolve حقق إنجازات ملموسة على أرض الواقع، أبرزها: تحسين تصميم رقائق المعالجة في مراكز بيانات Google وتسريع أداء نماذج اللغة.
خامسا: تقليل التكاليف التكنولوجية
من الفوائد الجوهرية لـ Alpha Evolve أنه يساهم في خفض تكلفة تطوير الأنظمة التقنية، من خلال قدرته على ابتكار خوارزميات أكثر كفاءة من حيث الأداء والطاقة، مما يقلل من استهلاك البنية التحتية ويزيد من كفاءة استخدام الموارد. فعلى سبيل المثال، أدت بعض الحلول التي ابتكرها النظام إلى تحسين استهلاك الطاقة في مراكز البيانات وتقليل الحاجة لتحديثات مكلفة على مستوى العتاد أو البرمجيات، ما يجعل تبنّيه ذا جدوى اقتصادية عالية خاصة في القطاعات التي تعتمد على الحوسبة المكثفة.
وأخيرا: رغم تفوق Alpha Evolve، إلا أنه لا يعتمد على نموذج جديد بالكامل، بل يعمل باستخدام Gemini 2.5، وهو نموذج موجود بالفعل، ولكن الفرق الجوهري يكمن في طريقة التعلم والتطور التي يتبعها، والتي تختلف كليا عن النماذج التقليدية.
يمثل Alpha Evolve مستقبلا مختلفا للذكاء الاصطناعي؛ مستقبلا لا يعتمد فقط على تكرار المعرفة، بل على إنتاجها.
وإذا كان ChatGPT قد غير طريقة تفاعلنا مع النصوص المختلفة، فإن Alpha Evolve يمهد الطريق نحو عصر جديد من الابتكار الذاتي، ما يجعلنا على أعتاب ثورة علمية وتقنية جديدة تقودها Google.