Advertisement
لا تتعامل القوى المسيحية مع الاستحقاق الرئاسي بوصفه مصلحة مسيحية عامة واستراتيجية وربما وجدية بالمعنى السياسي، بل تنظر الى الانتخابات والرئاسة بإعتبارها قطعة من الجبنة اللبنانية يجب تقاسمها، وهذا ما يجعل تناتش المنصب جائزاً لدى قوى غير مسيحية.
بمعنى اخر، اقصى طموح القوى المسيحية في لبنان ان تحصر تقاسم منصب الرئاسة بين القوى المسيحية، ولا تطرح اي مشروع واسع للرئاسة بوصفها آخر المعاقل السياسية الوازنة للمسيحيين في الشرق عموما. قبل سنوات طرح الرئيس السابق ميشال عون نظرية الرئيس الممثل شعبيا بوصفها احدى عوامل تثبيت موقع المسيحيين وتعويض خسارة الصلاحيات الدستورية، لكن فشل عون في عهده عرض هذه النظرية لضربة قاسمة.
في الاستحقاق الحالي كاد احد الموارنة الاربعة الذين تم التوافق عليهم في بكركي ان يصل الى قصر بعبدا، لكن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية خسر حظوظه مع التطورات الاقليمية. وتكمن المشكلة في عدم تواصل القوى المسيحية الاساسية في ما بينها للتوافق على اسم رئيس جديد.
قد لا يكون الرئيس ممثلاً بشكل مباشر، لكن دعمه من قوى ممثلة يجعله قادرا على تحقيق الكثير بالمعنى السياسي، لكن "القوات اللبنانية" باتت اليوم تنتظر الفرصة لترشيح رئيسها سمير جعجع في الوقت الذي ترفض فيه اي تواصل مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، كما ان باسيل الذي وضع فيتو على فرنجية يرفض جعجع بطبيعة الحالي وهذا حال رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل الذي لن يسير بجعجع مهما كان الثمن.
حتى قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يمثل بموقعه الحالي جانبا من الوجدان المسيحي، وضع الحزبان المسيحيان الاكبر فيتو عليه، معلن من باسيل وغير معلن من جعجع.
يتجه الاستحقاق الرئاسي الى التوافق على شخصية شبه حيادية، تكنوقراط، ليس لديها قاعدة شعبية ولا القدرة على تشكيل مثل هذه القاعدة، الامر الذي يعيد الحالة المسيحية الى مرحلة يفقد فيها القادة الموارنة فرصهم في الفوز بالرئاسة مع احتفاظهم بالقدرة على المساهمة في صنع الرئيس.
0 تعليق