ذكرت صحيفة "South China Morning Post" الصينية أنه "بعد القوة الإقليمية التي استعرضتها روسيا وإيران، أصبحت الدبلوماسية الصينية الضحية الأكثر وضوحا لسقوط الرئيس السوري بشار الأسد على أيدي تحالف من القوات المتمردة بقيادة جماعة "هيئة تحرير الشام" الإسلامية. وكانت قائمة المشاركين في القمة الدولية بشأن سوريا التي عقدت في الأردن يوم السبت الماضي بمثابة ضربة واضحة لطموحات بكين في زيادة مكانتها الدبلوماسية على الساحة العالمية. وضمت قائمة المشاركين في الاجتماع في عمان دبلوماسيين عرب ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره التركي هاكان فيدان ورئيسة السياسة الخارجية الجديدة للاتحاد الأوروبي كايا كالاس".
وبحسب الصحيفة، "إن استبعاد روسيا وإيران ليس مفاجئا، حيث دعمت الدولتان نظام الأسد ماديا بالسلاح والقوات خلال الحرب الأهلية التي اندلعت في سوريا قبل 13 عاما. وفي الواقع، لقد عرضت الصين على الرئيس السوري السابق دعما سياسيا ضمنيا، فضلا عن وعود بالتعاون الاقتصادي في إطار مبادرة الحزام والطريق والمساعدة في إعادة الإعمار. إن هذا الالتزام الأكثر دقة، إلى جانب سياستها الرسمية بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وتوسيع العلاقات التجارية في المنطقة، من شأنه أن يضع الصين في وضع الوسيط المحتمل في الصراعات في الشرق الأوسط.ويبدو أن الأطراف المعنية تعتقد خلاف ذلك، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، التي تربطها علاقات دبلوماسية وثيقة مع بكين وهي ثاني أكبر مورد للنفط لها".
وتابعت الصحيفة، "إن غياب الصين عن قمة الأردن قد يشير إلى أن السادة الجدد في دمشق لا يعتقدون أن الصين قادرة على لعب دور محايد في عملية الانتقال. وربما ترى تركيا والدول العربية السنية المشاركة أن أي مساهمة صينية محتملة غير ذات صلة. أما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فمن المرجح أن يكونا حذرين من محاولات الصين توسيع بصمتها الدبلوماسية في الشرق الأوسط وخارجه، ويقال إن بكين ساعدت الإيرانيين في التغلب على العقوبات والضغوط السياسية التي فرضتها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. في نظر واشنطن ومعظم الحكومات الأوروبية، يعني هذا أن الصينيين دعموا بشكل غير مباشر "محور المقاومة" الإيراني ضد إسرائيل ونفوذ الولايات المتحدة".
وأضافت الصحيفة، "في الواقع، كانت المشاكل الدبلوماسية التي تواجهها الصين في الشرق الأوسط واضحة حتى قبل الإطاحة بالأسد. فقد أثبتت جهودها الرامية إلى تيسير التوصل إلى حل سلمي للصراع بين إسرائيل وحماس، والذي دخل عامه الثاني، عدم فعاليتها. ولم تحقق الدبلوماسية المكوكية التي يقوم بها المبعوث الصيني الخاص إلى الشرق الأوسط تشاي جون أي نتائج ملموسة، في حين وصلت العلاقات الإسرائيلية مع بكين إلى أدنى مستوياتها في مواجهة دعم الصين للمطالبات الفلسطينية ضد مطالبات إسرائيل. والواقع أن القوة في أيدي الولايات المتحدة أو الجهات الفاعلة الإقليمية مثل تركيا أصبحت أكبر من أن تسمح للصين بلعب دور جيوسياسي مهم في الشرق الأوسط. وينذر الوضع غير المستقر الحالي في سوريا بزيادة أخرى في العمل الدبلوماسي بين واشنطن وأنقرة".
وبحسب الصحيفة، "لقد أظهرت الولايات المتحدة أنها لا تزال تملك زمام المبادرة في الشرق الأوسط، فلم يكن بوسع إسرائيل أن تضعف حماس في غزة وتحرز نقاطاً ضد حزب الله وإيران من دون الدعم السياسي والعسكري الأميركي. كما تمكنت واشنطن من الترويج لهدنة بين حزب الله وإسرائيل، ويقال إنها على استعداد لتأييد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. ومن جانبها، كانت تركيا على ما يبدو وراء الدفعة المنتصرة التي قادها المتمردون المناهضون للأسد، وهي الآن تضع نفسها في موقع الوسيط الرئيسي في عملية الانتقال السياسي في سوريا. وقد يزعم البعض أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يسعى إلى فك الارتباط الأميركي بسوريا، الأمر الذي قد يخلق فراغاً جيوسياسياً قد تسعى الصين إلى ملئه، ولكن فك الارتباط الكامل من قِبَل واشنطن أمر غير مرجح. فقد كانت حماية إسرائيل أحد الركائز الأساسية للسياسة الخارجية لترامب، ولا شك أن تطور الوضع السياسي في سوريا سوف يخلف عواقب وخيمة على المشهد الأمني الإسرائيلي".
وتابعت الصحيفة، "على سبيل المثال، يشكل الوجود المستمر لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابي على الأراضي السورية عنصراً من عناصر عدم الاستقرار. وإذا ظلت القوات المناهضة للأسد محاصرة في حرب أهلية بين المتمردين، فقد يستعيد مقاتلو داعش في سوريا الأرض ويهددون الحدود الإسرائيلية أيضاً. وقد أكدت واشنطن بالفعل أن القتال الحالي بين وحدات المتمردين الموالية لتركيا والفصائل الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال سوريا قد يضعف الجهود الدولية لمواجهة عمليات داعش. بالإضافة إلى ذلك، سيضطر ترامب إلى مساعدة إسرائيل إذا هيمنت التشكيلات الجهادية المعادية لإسرائيل على المشهد في دمشق. ومع ظهور الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل باعتبارها صاحبة اليد العليا في الديناميكيات الحالية في الشرق الأوسط، فمن الصعب أن نتخيل كيف يمكن للصين أن تجد بعض الحيز للمناورة الدبلوماسية".
وبحسب الصحيفة، "هناك فرصة لأن تستعيد دبلوماسية بكين في الشرق الأوسط دورها المركزي إذا قبل شركاؤها الإيرانيون استئناف المحادثات لكبح جماح برنامجهم النووي في مواجهة عودة ترامب. وكانت الصين جزءًا من المفاوضات في عام 2015 التي أدت إلى الاتفاق المتعدد الأطراف بشأن الحد من الأنشطة النووية الإيرانية، والتي وضع لها حد ترامب في عام 2018 خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى. وفي حالة إحياء العملية الدبلوماسية الدولية، يمكن للصين أن تلعب مرة أخرى دور الوسيط بالنظر إلى علاقاتها الوثيقة مع إيران. إذاً، الكرة الآن في المعسكر الإيراني، لكن طهران لا تبدو راغبة في التفاوض مع الرئيس الأميركي المقبل".
Advertisement
وتابعت الصحيفة، "إن غياب الصين عن قمة الأردن قد يشير إلى أن السادة الجدد في دمشق لا يعتقدون أن الصين قادرة على لعب دور محايد في عملية الانتقال. وربما ترى تركيا والدول العربية السنية المشاركة أن أي مساهمة صينية محتملة غير ذات صلة. أما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فمن المرجح أن يكونا حذرين من محاولات الصين توسيع بصمتها الدبلوماسية في الشرق الأوسط وخارجه، ويقال إن بكين ساعدت الإيرانيين في التغلب على العقوبات والضغوط السياسية التي فرضتها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. في نظر واشنطن ومعظم الحكومات الأوروبية، يعني هذا أن الصينيين دعموا بشكل غير مباشر "محور المقاومة" الإيراني ضد إسرائيل ونفوذ الولايات المتحدة".
وأضافت الصحيفة، "في الواقع، كانت المشاكل الدبلوماسية التي تواجهها الصين في الشرق الأوسط واضحة حتى قبل الإطاحة بالأسد. فقد أثبتت جهودها الرامية إلى تيسير التوصل إلى حل سلمي للصراع بين إسرائيل وحماس، والذي دخل عامه الثاني، عدم فعاليتها. ولم تحقق الدبلوماسية المكوكية التي يقوم بها المبعوث الصيني الخاص إلى الشرق الأوسط تشاي جون أي نتائج ملموسة، في حين وصلت العلاقات الإسرائيلية مع بكين إلى أدنى مستوياتها في مواجهة دعم الصين للمطالبات الفلسطينية ضد مطالبات إسرائيل. والواقع أن القوة في أيدي الولايات المتحدة أو الجهات الفاعلة الإقليمية مثل تركيا أصبحت أكبر من أن تسمح للصين بلعب دور جيوسياسي مهم في الشرق الأوسط. وينذر الوضع غير المستقر الحالي في سوريا بزيادة أخرى في العمل الدبلوماسي بين واشنطن وأنقرة".
وبحسب الصحيفة، "لقد أظهرت الولايات المتحدة أنها لا تزال تملك زمام المبادرة في الشرق الأوسط، فلم يكن بوسع إسرائيل أن تضعف حماس في غزة وتحرز نقاطاً ضد حزب الله وإيران من دون الدعم السياسي والعسكري الأميركي. كما تمكنت واشنطن من الترويج لهدنة بين حزب الله وإسرائيل، ويقال إنها على استعداد لتأييد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. ومن جانبها، كانت تركيا على ما يبدو وراء الدفعة المنتصرة التي قادها المتمردون المناهضون للأسد، وهي الآن تضع نفسها في موقع الوسيط الرئيسي في عملية الانتقال السياسي في سوريا. وقد يزعم البعض أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يسعى إلى فك الارتباط الأميركي بسوريا، الأمر الذي قد يخلق فراغاً جيوسياسياً قد تسعى الصين إلى ملئه، ولكن فك الارتباط الكامل من قِبَل واشنطن أمر غير مرجح. فقد كانت حماية إسرائيل أحد الركائز الأساسية للسياسة الخارجية لترامب، ولا شك أن تطور الوضع السياسي في سوريا سوف يخلف عواقب وخيمة على المشهد الأمني الإسرائيلي".
وتابعت الصحيفة، "على سبيل المثال، يشكل الوجود المستمر لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابي على الأراضي السورية عنصراً من عناصر عدم الاستقرار. وإذا ظلت القوات المناهضة للأسد محاصرة في حرب أهلية بين المتمردين، فقد يستعيد مقاتلو داعش في سوريا الأرض ويهددون الحدود الإسرائيلية أيضاً. وقد أكدت واشنطن بالفعل أن القتال الحالي بين وحدات المتمردين الموالية لتركيا والفصائل الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال سوريا قد يضعف الجهود الدولية لمواجهة عمليات داعش. بالإضافة إلى ذلك، سيضطر ترامب إلى مساعدة إسرائيل إذا هيمنت التشكيلات الجهادية المعادية لإسرائيل على المشهد في دمشق. ومع ظهور الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل باعتبارها صاحبة اليد العليا في الديناميكيات الحالية في الشرق الأوسط، فمن الصعب أن نتخيل كيف يمكن للصين أن تجد بعض الحيز للمناورة الدبلوماسية".
وبحسب الصحيفة، "هناك فرصة لأن تستعيد دبلوماسية بكين في الشرق الأوسط دورها المركزي إذا قبل شركاؤها الإيرانيون استئناف المحادثات لكبح جماح برنامجهم النووي في مواجهة عودة ترامب. وكانت الصين جزءًا من المفاوضات في عام 2015 التي أدت إلى الاتفاق المتعدد الأطراف بشأن الحد من الأنشطة النووية الإيرانية، والتي وضع لها حد ترامب في عام 2018 خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى. وفي حالة إحياء العملية الدبلوماسية الدولية، يمكن للصين أن تلعب مرة أخرى دور الوسيط بالنظر إلى علاقاتها الوثيقة مع إيران. إذاً، الكرة الآن في المعسكر الإيراني، لكن طهران لا تبدو راغبة في التفاوض مع الرئيس الأميركي المقبل".
0 تعليق