Advertisement
امام هذا المشهد وتعقيداته، فرضت الساحة السورية نفسها من خلال اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وتقدم تركيا لاول مرة في المنطقة بعد فشلها في السنوات الماضية، وبات يمكن القول بأن انقرة هي الرابح الاكبر وربما الوحيد مما حصل في سوريا، ما يعني ان النفوذ التركي في سوريا سيكون محط قلق كبير لدى الاميركيين والاسرائيليين الذين باتوا يتقاسمون الحضور الميداني ولاحقا قد يتقاسمون النفوذ السياسي على الارض السورية.
لكن، الغائب الاكبر في المشهد السوري هو الخليج العربي الذي لا يبدو انه سيكون مرتاحاً من تطور الامور بمسارها الحالي، خصوصا ان التنافس على الساحة السنية العربية مع تركيا له مكانة كبيرة في الحيز السياسي والعلاقات الدولية في المنطقة ككل.
وبحسب مصادر مطلعة فإن لبنان سيكون بطبيعة الحال ساحة جديدة وانعكاسا واضحا لكل التطورات، لكن هذه المرة عبر الاستقرار وليس التفجير، اذ قد تفكر دول الخليج وتحديدا المملكة العربية السعودية والإمارات في العودة السياسية الى لبنان لمنع تمدد "التسنن" التركي وذلك عبر رعاية القوى السنية كافة ودعم البلد بالسياسة وبالاقتصاد الامر الذي يصعب الامر على انقرة او حلفائها في الشام التقدم الى لبنان..
وتعتقد المصادر ان السعودية لديها قدرة اكبر على الاستثمار السياسي في لبنان وحتى على المستوى الشعبي لديها قابلية كبرى سنياً، وهذا ما لا يمكن لانقرة القيام به بين ليلة واخرى، كما ان الاتصالات السياسية الحاصلة مع ايران تسهل مهمتها في بيروت.
اذا، قد تبدو مرحلة ما بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضبابية لكنها في الواقع قد تشكل فرصة لاكتمال عقد الغطاء السياسي الاقليمي للبنان، خصوصاً في ظل تجاوب "حزب الله" مع قرار وقف اطلاق نار وتطبيقه القرار 1701 ما بزيد الرغبة الدولية بالحضور ودعم الاستقرار اللبناني.
0 تعليق