Advertisement
وتقول مصادر سياسية إن العماد عون الذي يتم التداول على نطاق واسع من أنه مدعوم أميركيا ومقبول سعودياً، يواجه عقدة التعديل الدستوري الذي يستدعي انتخابه بـ86 صوتاً، إذا أرادت الكتل اعتماد السابقة التي أوصلت العماد ميشال سليمان في العام 2008 إلى سدة الرئاسة، وهو ما يبدو عملية شاقة لم تتوفر عوامل نجاحها لغاية اللحظة، رغم أن المؤيدين للعماد عون يصرون على أن الأيام المقبلة ستشهد زخماً في التحرك السعودي – الأميركي لتأمين هذه العوامل، وهم يربطون ذلك بمسار متكامل يتصل بالدعم الدولي وإعادة الإعمار وإعادة ترتيب الوضع اللبناني بمجمله. أما اللواء البيسري الذي جرى تبنيه قطرياً في ظل أجواء تتحدث عن قابلية "الثنائي الشيعي" لتبنيه كما أنه ورد على اللوائح التي تداولها التيار الوطني الحر، فمن ناحية صفته العسكرية يحتاج إلى تعديل في قانون الانتخابات يتيح له تجاوز فترة الاستقالة قبل ستة اشهر من انعقاد الانتخابات، علما ان التعديل القانوني يحتاج إلى 65 صوتاً وهو ما يبدو أقل تعقيداً من التعديل الدستوري، بيد أنه يواجه بتعقيد آخر يتصل بعدم جواز الخلط بين الجلسة التشريعية وجلسة انتخاب الرئيس. وعلى خط الوزير أزعور الذي أطل مجدداً وبصورة مفاجئة فهو يستند إلى التوافق السابق لديه من قوى المعارضة والتيار الوطني الحر لكنه يبقى بحاجة إلى توافق إضافي كي يبلغ عتبة الـ65 صوتاً، في حين أن عساف الذي هو في الأصل مرشح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقام بجوله على عدد من القوى السياسية الأساسية، فقد جرى تناقل خبر مفاده أن الخماسية تميل إلى تأييده.
في واقع الحال، ما لم تبرز تطورات دراماتيكية ذات مغزى خلال الأيام المقبلة التي تسبق موعد الاستحقاق الرئاسي تنتج توافقاً وطنياً عريضاً وهو احتمال يجب أن يبقى في الحسبان، فإن جلسة 9 كانون الثاني لن تشهد، بحسب المصادر، في دورتها الأولى تجاوز أي من المرشحين عتبة الـ86 صوتاً مما يدفع الرئيس نبيه بري إلى فتح دورة ثانية يجري فيها التصويت على أساس الـ65 صوتاً، الأمر الذي يواجه احتمالات عدة أولها عدم تمكن أي من المرشحين من تجاوز عتبةالـ 65 صوتاً مما يجعل انعقاد هذه الدورات بلا طائل، ما قد يدفع الرئيس بري إلى رفع الجلسة من دون إغلاق محضرها، التزاماً بموقفه الذي أعلنه وأصر عليه. أما الاحتمال الثاني فهو أن تلجأ بعض القوى إلى التغيير في خياراتها للانتقال إلى أسماء تتيح توسعة دائرة التوافق وهذا ما يطرح أسئلة سياسية كبيرة، لأن الاتجاه الذي تراعيه مختلف الكتل السياسية هو عدم رغبتها بالاستفزاز والتحدي وعدم تهريب أسماء لا تلقى المباركة الدولية والعربية التي يحتاجها لبنان في الفترة المقبلة والتي تتطلب توفر شروط ضرورية لإنجاح العهد في معالجة الملفات الكبيرة التي تنتظره.
في مطلق الأحوال، قد يكون الأكثر ترجيحا الذهاب، بحسب المصادر نفسها، إلى الاحتمال الثالث وهو عدم التمكن من انتخاب رئيس في جلسة 9 كانون الثاني، وبالتالي الدخول في مرحلة جديدة من الانتظار، الذي سيكون من أبرز المعطيات المستجدة التي ستدخل عليه والتي لا يمكن تجاوز تأثيراتها، استلام إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب السلطة في البيت الأبيض والذي سيكون له رأيه في هذا الملف، بالإشارة إلى ما يُفهم من تصريحات مستشاره لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس، وقد يشكل هذا المعطى خلطاً جديداً للأوراق لكن من غير أن تتضح تماماً الوجهة التي سيسلكها.
0 تعليق