تقرير "The Telegraph" :هل سيتمكن بوتين من الصمود في العام 2025؟ - خليج نيوز

لبنان 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ذكرت صحيفة "The Telegraph" البريطانية أنه "مع بداية عام 2025، يخيم التشاؤم على مصير أوكرانيا. والأمر المحيّر هو أن الصراع في العام الماضي كان ينبغي أن يكون بمثابة فشل ذريع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبعد أن عجز عن تحقيق هدف إخضاع جاره الأصغر حجماً، تسبب بوتين بدلاً من ذلك في معاناة هائلة لبلاده ودمر اقتصادها، في حين قوض هيبة روسيا ونفوذها الاستراتيجي في مختلف أنحاء العالم. لنتذكر أن ما كان مخططاً له باعتباره "عملية خاصة" تستغرق ثلاثة أيام تحول إلى كابوس دام ثلاثة أعوام، فلم تحقق روسيا سوى مكاسب إقليمية محدودة، ولم تتمكن حتى من الاستيلاء على كامل منطقة دونيتسك في الشرق. ولم يتمكن الهجوم الضخم الذي شنته العام الماضي لإنشاء منطقة عازلة في خاركيف لحماية الأراضي الروسية من الاستيلاء إلا على بضعة كيلومترات على طول الحدود. ومن الواضح أن الهجمات الصاروخية التي كانت تهدف إلى إغراق أوكرانيا في ظلام دامس وبرد شبه دائم قد فشلت".

Advertisement

 

وبحسب الصحيفة، "في الوقت نفسه، فقد بوتين السيطرة على أجزاء من منطقة كورسك لصالح القوات الأوكرانية في أول غزو للأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية، وفشل في استعادتها على الرغم من تجنيد كوريا الشمالية كحليف في الصراع. وقد أثبتت الدفاعات الجوية التي يتباهى بها بوتين عجزها عن وقف الضربات الأوكرانية على المطارات ومستودعات النفط ومستودعات الذخيرة داخل روسيا. وحتى العاصمة موسكو تعرضت للاختراق من قبل طائرات من دون طيار متفجرة محلية الصنع من أوكرانيا. وتعرضت البحرية الروسية للإذلال، فخسرت السيطرة على البحر الأسود وأصبحت غير قادرة على خنق صادرات الحبوب الأوكرانية. وأغرقت الطائرات من دون طيار البحرية ما يزيد على 15 سفينة روسية، وتضررت العديد منها، وأُجبرت بقية الأسطول على الانسحاب من شبه جزيرة القرم وشواطئ أوكرانيا".

 

وتابعت الصحيفة، "إن الخسائر البشرية الناجمة عن الحملة المتصلبة التي شنها بوتين هائلة أيضا. وتقدر أوكرانيا أن القوات الروسية تكبدت 427 ألف ضحية في عام 2024 وحده. ويقدر معهد دراسة الحرب، وهو مؤسسة بحثية أميركية، أن روسيا استولت خلال الفترة عينها على 4168 كيلومترا مربعا، وهذا يعني أن كل كيلومتر مربع تم الاستيلاء عليه كلف أكثر من 100 ضحية. إن الإنفاق المالي على هذه الخسائر، مع تخصيص 6% من الميزانية الفيدرالية بالكامل لدعم الجرحى وتعويض أسر القتلى، ليس سوى أحد العوامل المساهمة في تدهور الاقتصاد الروسي بشكل متزايد. فقد بلغت أسعار الفائدة 23% مع تضخم بلغ 9%، مدفوعا باقتصاد حرب غير مستدام تضرر بشدة بسبب العقوبات العالمية. قد لا يكون النظام المالي الروسي على وشك الانهيار، ولكن بغض النظر عن مدى حديث الكرملين عن آفاقه، فإن الركود الاقتصادي الطويل الأجل يبدو حتميا حتى لو انتهى الصراع في عام 2025".

 

وأضافت الصحيفة، "على نحو أبعد من ذلك، ألحقت الحرب ضررا شديدا بصدقية روسيا في الشرق الأوسط. فقد أبقى تدخل بوتين في الحرب الأهلية السورية في عام 2015 بشار الأسد في السلطة، ولكن تقليص قواته هناك لتأجيج الصراع في أوكرانيا إلى جانب انسحاب قوة المرتزقة فاغنر في عام 2023 يعني أنه لم يتمكن من إنقاذ الأسد في نهاية العام الماضي. وسواء احتفظت موسكو بقواعدها في سوريا أم لا، فإن سمعتها كحليف قوي وموثوق به مقارنة بالغرب المتردد سوف تكون قد تأثرت بشدة. وإضافة إلى ذلك، ألحق ضعف روسيا في سوريا ضررا، ربما لا يمكن إصلاحه، بشريكها الإقليمي الرئيسي ومورد الأسلحة، إيران. وإذا أصبحت سوريا قاعدة دعم للجهاديين الذين يمارسون الإرهاب داخل روسيا،فقد يكون هذا كارثيا".

 

وبحسب الصحيفة، "على النقيض من حلم بوتين بإحياء الإمبراطورية الروسية، فقد خاطر بتحويل البلاد إلى دولة تابعة للصين. فقد جعلت العقوبات الغربية بالفعل روسيا أكثر اعتمادًا على الصين في الدعم الاقتصادي والتجارة من أي وقت مضى. ومع تدهور الوضع الاقتصادي في موسكو، فإن عدم المساواة التجارية سوف يتعمق فقط. كما تعتمد روسيا أيضًا على الإمدادات الصينية من التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج والتي تشكل ضرورة لإنتاجها الحربي، ولم تكن كوريا الشمالية لترسل 10 آلاف جندي للمساعدة في خوض حرب بوتين دون الضوء الأخضر من شي جين بينغ. والآن يتم تهيئة الظروف لتبعية موسكو لبكين".

 

وتابعت الصحيفة، "على الرغم من محنة روسيا، لا ينبغي لنا أن نرتكب خطأ الاعتقاد بأن أوكرانيا والغرب على وشك تحقيق النصر في هذا الصراع. ومن المؤسف أن الفرصة لتحقيق ذلك ضاعت منذ عامين على الأقل بسبب مزيج من الافتقار إلى العزيمة في أوروبا والخوف من التصعيد في الولايات المتحدة، التي حرمت أوكرانيا من الأسلحة التي تحتاجها لدحر روسيا. ولم تتمكن أوكرانيا من وقف التقدم الروسي المتنامي ولن تتمكن من القيام بذلك دون زيادة الدعم بشكل كبير، وهو أمر من غير المرجح أن يحدث. لقد أصبح حلفاء كييف متعبين بشكل متزايد من الحرب منذ الهجوم المضاد الفاشل في عام 2023، واستسلم العديد منهم لاتفاق السلام. وتشير التعليقات الأخيرة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أنه مستعد الآن أيضًا لذلك، حتى لو كان ذلك يعني التنازلات الإقليمية".

 

وختمت الصحيفة، "يلعب بوتين لعبة قاسية، فيرفض اقتراحاً ورد أنه قدمه الرئيس الأميركي المنتخب، والذي تضمن تأجيل عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي لمدة عشرين عاماً، وضمانات أمنية غربية، ومنطقة عازلة يتولى إدارتها الاتحاد الأوروبي. وقد يخفف بوتين من موقفه اعتماداً على رؤيته لمستقبل الاقتصاد الروسي ومدى قلقه إزاء دونالد ترامب الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته في البيت الأبيض. في الوقت الحالي، يتعين على الغرب أن يتخلى عن فكرة أن بوتين "يفوز" بالحرب، فقد كانت فشلاً ذريعاً. والمأساة هي أن الغرب ربما يكون على وشك مكافأة بوتين بما يكفي من الأراضي، وتحويل الهزيمة إلى نصر".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق