Advertisement
على عكس "حماس"، يبدو أن اسرائيل لم تتمكّن رغم كل إنجازاتها التكتيكية من تحقيق أهدافها الأساسية التي وضعتها وأعلنتها مع بداية الحرب، حيث أنها ومن خلال اتفاق وقف إطلاق النار قد منحت، مرغمة، المقاومة الفلسطينية شرعية في الشارع الفلسطيني سواء في غزّة أو في الضفة الغربية بعدما أثبتت الاخيرة قدرتها على تحقيق أهدافها وإفشال أهداف العدوان.
لكن هذا "الانتصار" لا يعني أبداً أن الخسائر محدودة، بل على العكس تماماً، إذ ترى مصادر عسكرية مطّلعة إن "حماس" لن تستطيع غالباً، حتى وإن رمّمت قدراتها العسكرية، خوض أي صراع عسكري في السنوات القليلة المقبلة لأنها ستكون مُنشغلة في عملية الإعمار وترميم الواقع الاجتماعي الذي تشظّى بشكل كبير، وفي غزة تحديداً، بفعل الردّ الاسرائيلي الهمجي على عملية "طوفان الاقصى".
هذا الأمر سيؤدي بلا شك الى توحّش اسرائيل في الضفّة الغربية وربما تحقيق انجازات عسكرية وسياسية كبرى فيها لم تكن تحلم بها حينما كانت "حماس" قوية وقادرة على ردع اسرائيل من الذهاب بعيداً باعتداءاتها على الضفّة وحتى على القدس أيضاً.
وتشير المصادر الى أن نتائج الحرب الاسرائيلية على غزّة والتي طالت المنطقة ككلّ لا يمكن حسمها من خلال الواقع الحالي، حيث أنّ النتائج قد تمتد لسنوات عديدة وعندها يمكن تقييم عملية "طوفان الأقصى" والحرب التي تلتها وحتى الحرب التي وقعت على لبنان وعلى المنطقة بشكل كامل. من هنا فإنّ بقاء المقاومة في غزّة قوية وحيّة يمثّل أحد معايير الانتصار.
0 تعليق