هذه قصة "الحالة العونية" في لبنان.. تقريرٌ مثير - خليج نيوز

لبنان 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
نشر موقع "arabnews" تقريراً جديداً تحدث فيه عن ما أسماها "ظاهرة عون" في لبنان، مشيراً إلى السبيل الأساسي لفهمها.
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إن ظاهرة عون بدأت في أواخر ثمانينيات القرن الـ20 بتظاهرات شعبية ضخمة خارج القصر الرئاسي في بعبدا لدعم الجنرال ميشال عون كرئيس حكومة انتقالية آنذاك، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة ربما قد تكون انتهت بعد أكثر من 30 عاماً بتظاهرات حاشدة على مستوى البلاد في تشرين الأول 2019 ضدّ رئاسة عون والطبقة الحاكمة بأكملها.

Advertisement

وتابع: "السؤال الآن هو ما إذا كانت عباءة العونية قد انتقلت إلى الرئيس الجديد جوزيف عون، الذي لا تربطه بميشال عون أي صلة قرابة، ولكنه انتُخب أيضاً من خارج الطبقة السياسية".
وأكمل: "كان ميشال عون في ثمانينيات القرن الماضي قائداً سابقاً للجيش وعُيِّن رئيساً للوزراء في حكومة مؤقتة. آنذاك، انقسمت البلاد، فوجدنا حكومة في القصر الرئاسي ببعبدا على الجانب المسيحي وأخرى في المناطق الخاضعة لسيطرة سوريا. لقد عارض عون اتفاق الطائف الذي جرى وقعه في المملكة العربية السعودية عام 1989 أعضاء البرلمان اللبناني الذين اعتبرهم المؤسسة السياسية الفاسدة. وتضمن الاتفاق علاقات خاصة مع سوريا التي شن عليها حرب التحرير. في المقابل، شنت القوات السورية عملية ضد عون وغزت معاقله، ففر إلى السفارة الفرنسية في بيروت وحصل في ما بعد على حق اللجوء في فرنسا، حيث عاش في المنفى لمدة 15 عاماً حتى عودته إلى لبنان في العام 2005 بعد انسحاب القوات السورية من لبنان".
وأردف: "لكن هناك أسباب أخرى وراء مكانة عون، وخاصة في المناطق المسيحية، ولكن ليس حصراً فيها. إن أسلوبه المتشدد في المواجهة يعني أنه ورث شعبية بشير الجميل، الذي اغتيل في عام 1982 بعد أسبوعين من انتخابه رئيساً. كذلك، فإن لدى عون أوراق اعتماد عسكرية، فكان يمثل رجل الشعب الذي ارتقى في صفوف مؤسسة ترمز إلى والوحدة الوطنية".
وأضاف: "إن أحد المكونات الأخرى للعونية هو معارضة الميليشيات، التي شن ضدها حرباً أخرى بدأت بالقوات اللبنانية التي حكمت الكانتون المسيحي أثناء الحرب الأهلية. كان حكم الميليشيات فعالاً، حيث قامت بجمع الضرائب وتوفير الأمن والخدمات".
وقال: "عندما عاد عون إلى الحكم في عام 2005، اصطدم مرة أخرى بالنظام، فقد اعتبر نفسه المحرر الذي لم يفسد ولم يلوثه التعاون مع الوجود السوري. وعندما شعر بأنه لم يعد يحظى بالاعتراف من جانب تحالف 14 آذار المناهض لسوريا، تصالح مع نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد وانضم إلى تحالف 8 آذار المؤيد لسوريا، فأصبح حليفاً بحكم الأمر الواقع لحزب الله وحركة أمل. وفي انتخابات عام 2005، فاز التيار الوطني الحر بأغلبية المقاعد المارونية، 15 مقعداً مقابل 6 مقاعد فقط للقوات اللبنانية، وقد وصفه الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ما حصل بأنه تسونامي عون".
وأكمل: "لقد عزز عون تحالفه مع حزب الله في اتفاق عام 2006 الذي اعتبره أنصاره خطوة وطنية. ومع ذلك، لم يحصل هذا التحالف على الأغلبية البرلمانية في انتخابات عام 2009، لكنه مكن عون في النهاية من تحقيق حلمه الذي دام 27 عاماً عندما انتخب رئيساً في عام 2016".
وتابع: "في المقابل، لم يفِ حزب الله بالتزاماته باتفاقه مع التيار الوطني الحر، أو اتفاق آخر في عام 2012 تعهدت فيه جميع الأطراف بعدم التورط في الحرب في سوريا. وعام 2023، دخل الحزب بحربٍ مدمرّة ضد إسرائيل حتى مُني بخسائر كبيرة".
واعتبر التقرير أن الخسائر الكبيرة التي تلقاها "حزب الله" وانهيار النظام السوري أضعفت "التيار الوطني الحر" بشكلٍ كبير، وأضاف: "لقد جلب تحالف عون مع حزب الله له الرئاسة، لكنه جلب أيضًا نهاية العونية كما نعرفها، فالتيار الوطني الحر منقسم، ويخسر مؤيديه".
وأضاف: "لكن مكونات العونية لا تزال قائمة ويبدو أنها تتقارب حول شخصية جوزيف عون ـ وهو قائد سابق آخر للجيش، ورجل آخر من أبناء الشعب.
كان خطابه في جلسة تنصيبه رئيساً هذا الشهر يعكس العديد من النقاط التي دارت حولها نقاشات ثورة تشرين الأول، فقد وعد أيضاً بمعارضة الميليشيات واستعادة احتكار الدولة لحيازة الأسلحة".
وختم: "الواقع أن المجتمعات في لبنان منقسمة بسبب السياسة العادية، والانقسام بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ليس لعبة محصلتها صفر، فالعونيون، حتى لو خاب أملهم في التيار الوطني الحر، لن يغيروا ولاءهم لصالح منافسه، بل سوف يبحثون ببساطة عن عون آخر".
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق