Advertisement
وبحسب الصحيفة، "يبدو أن الآلاف من الروس وطواقمهم من السفن الحربية على وشك مغادرة سوريا والمنطقة. وفي أفضل الأحوال، تواجه البحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط "حالة من عدم اليقين"، وفقًا لتقرير جديد صادر عن المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن. وفي أسوأ الأحوال، قد يغادر الروس البحر الأبيض المتوسط إلى الأبد. وفي الحقيقة، إن العواقب على الأمن الأوروبي هائلة. هناك قواعد بديلة للقوات الروسية في المياه الأوروبية الجنوبية والشرق الأوسط، ولكن ليس الكثير منها، كما وأنها بعيدة كل البعد عن أن تكون بدائل حقيقية لطرطوس. ومع الهجوم المفاجئ الذي شنته هيئة تحرير الشام على قوات النظام السوري في تشرين الثاني، تراجعت القوات الروسية التي تدعم النظام إلى قاعدتين رئيسيتين: طرطوس وقاعدة حميميم الجوية. وظلت القوات هناك لأسابيع بينما كانت موسكو تتفاوض مع الحكومة السورية الجديدة من أجل استمرار استخدامها للقاعدتين".
وتابعت الصحيفة، "يبدو أن المفاوضات قد فشلت. فبحلول آواخر كانون الثاني، كانت الحامية العسكرية الروسية في سوريا تجهز معداتها الثقيلة في طرطوس، ومن الواضح أنها كانت تخطط لشحنها قبل المغادرة الروسية الكاملة للبلاد التي مزقتها الحرب. لقد حافظ الاتحاد السوفييتي، ثم روسيا في وقت لاحق، على وجود رمزي في طرطوس بين سبعينيات القرن العشرين وبداية الحرب الأهلية السورية في عام 2011، لكن الحرب الأهلية غيرت كل شيء. في عام 2017، وقعت روسيا عقدا مدته 49 عاما يضمن لها وصولا أوسع إلى طرطوس. وعندما عززت البحرية الروسية أسطولها في البحر الأسود قبل الغزو الأوسع لأوكرانيا في شباط 2022، انطلقت السفن من طرطوس. ثم عندما أغلقت تركيا مضيق البوسفور أمام السفن الحربية الأجنبية في العام عينه، أصبحت طرطوس القاعدة البحرية الوحيدة لروسيا للعمليات في البحر الأبيض المتوسط".
وأضافت الصحيفة، "لسنوات عديدة، كانت القاعدة بالغة الأهمية لبسط النفوذ الروسي في أنحاء جنوب أوروبا والشرق الأوسط. فقد كان بوسع السفن الحربية التابعة للبحرية الروسية التزود بالوقود وإعادة التسليح في طرطوس، وهو ما يلغي الحاجة إلى القيام برحلات طويلة ومضنية للعودة إلى المياه الروسية. وبتواجدهم هناك، كان الروس يشكلون ثقلاً كبيراً على أمن جنوب أوروبا والمناطق المجاورة. لقد منح الوصول إلى طرطوس روسيا موطئ قدم في الجنوب، وعلى نحو مماثل، فإن خسارتها قد تقضي على هذا الموطئ. بالنسبة لروسيا، هناك ثلاثة بدائل واضحة لطرطوس، ولكنها ليست بعظمة القاعدة السورية".
بحسب الصحيفة، "هناك الجزائر. ولكن يبقى السؤال: على ماذا سيحصل الجزائريون مقابل وجود روسي كبير ودائم في البلاد؟والإجابة أن لا ضرورة واضحة تدفع الجزائر للقيام بهذا الأمر. قد تكون مدينة بورتسودان الفقيرة الواقعة على ساحل البحر الأحمر في السودان أكثر ترحيباً بقوات روسية كبيرة، ولكن "المفاوضات بشأن إقامة موطئ قدم عسكري بحري، على الرغم من مرور عدة سنوات عليها، لا تزال متعثرة"، كما أوضح المعهد الملكي للشؤون الدولية. وأضاف المعهد أنه "من المرجح أن يجعل هذا في حد ذاته بورتسودان خياراً سيئاً كبديل فوري لطرطوس". أما الخيار الثالث فهو ليبيا. وأشار المعهد إلى أن "روسيا تدير بالفعل قاعدة الكاظم الجوية في هذه المنطقة. ومع تركيز الجهود في شرق ليبيا، يمكن أن توفر طبرق وربما بنغازي أيضًا ملاذًا آمنًا للأسطول الروسي المشرد في البحر الأبيض المتوسط". وعلاوة على ذلك، فإن "أي وجود روسي في ليبيا سوف يعتمد على حسن النية التركية على أقل تقدير"، وفقاً لمؤسسة الأبحاث في لندن".
وختم الموقع، "من انحيازه للأسد وصولاً إلى شن عدوانه على أوكرانيا، يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع رهاناته في الأماكن الخطأ".
0 تعليق