خطر كبير.. مرتزقة فاغنر الروسية على أبواب تونس ماذا يحدث؟ - خليج نيوز

مخاوف أمنية عقب زيادة عدد وقواعد مرتزقة فاغنر في ليبيا

ميليشيا فاغنر الروسية التي ارتكبت مجازر فظيعة في أوكرانيا وسوريا وليبيا وعدة دول أفريقية، من خلال سعيها لسرقة خيرات ومقدات هذه البلدان باتت اليوم تطرق أبواب تونس.

حيث يتزايد التركيز الروسي على ليبيا كقاعدة جديدة للعمليات عقب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وسط مخاوف في تونس من التداعيات الأمنية لتواجد “مرتزقة فاغنر” في الدولة المجاورة.

وبحسب تقرير لموقع “مليتاري أفريكا” المتخصص في رصد الأنشطة العسكرية في أفريقيا، صدر مطلع فبراير، فقد أظهرت صور الأقمار الصناعية قيام مرتزقة روس ببناء وتوسيع قواعد لوجستية في جنوب ليبيا، بالقرب من الحدود مع تشاد والسودان.

تواجد فاغنر في ليبيا وفي عدد من الدول الأفريقية بات مبعث قلق لعدة دول من بينها الجزائر، إذ أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في حواره مع صحيفة “لوبينيون” الفرنسية، الأسبوع الماضي، أن بلاده “ترفض وجود قوات مرتزقة على حدودها وأبلغت روسيا بذلك”.

خطر كبير.. مرتزقة فاغنر الروسية على أبواب تونس ماذا يحدث؟

القواعد الروسية

تشير تقارير استخباراتية أن عدد القوات الروسية في ليبيا ارتفع من 800 جندي في فبراير 2024 إلى 1800 جندي بحلول مايو من العام نفسه، فإن تزايد هذا النفوذ يراه مراقبون تحديا أمنيا جديدا على مستوى الحدود المشتركة بين تونس وليبيا.

بحسب الموقع تعيد القوات الروسية بناء القاعدة، التي استخدمت سابقًا في الحرب الليبية التشادية في ثمانينيات القرن الماضي، بدعم من الجنود السوريين الفارين من نظام الأسد.

وتشمل ترقيات البنية التحتية ترميم المدرجات والمستودعات لتزويد مناطق مثل مالي وبوركينا فاسو والسودان، وهو ما يشير إلى نفوذ روسيا المتزايد في أفريقيا بعد الانتكاسات في سوريا.

وتدير روسيا حاليا أربع قواعد جوية رئيسية في ليبيا: الخادم (شرق)، الجفرة (وسط)، براك الشاطئ (جنوب غرب)، والقرضابية (منطقة سرت).

ويقع مطار الخادم المعروف أيضًا باسم مطار الخروبة، داخل الأراضي التي تسيطر عليها قوات الجيش الوطني الليبي. وبحسب ما ورد ستستضيف قاعدة الخادم ” الفيلق الأفريقي ” الروسي، وهو بديل لشركة فاغنر، مع وجود ضباط سوريين سابقين بين صفوفه.

في الثالث من يناير/كانون الثاني، زعمت الاستخبارات الأوكرانية أن روسيا تخطط لاستخدام سفينتي الشحن سبارتا وسبارتا 2 لنقل المعدات العسكرية والأسلحة إلى ليبيا. ويشير الخبراء إلى أن تحول روسيا يمثل سعياً إلى الاستمرارية في استراتيجيتها الإقليمية. وتوفر ليبيا فرصة لتعطيل المصالح الغربية وتوسيع نفوذ موسكو في أفريقيا.

ولكن روسيا تواجه تحديات في تكرار عملياتها في سوريا في ليبيا. فالبيئة السياسية في ليبيا أكثر تعقيدا، مع تورط العديد من الفصائل والقوى الأجنبية. وقد أعربت حكومة طرابلس وإيطاليا عن مخاوفهما بشأن التحركات الروسية، التي يراقبها الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي عن كثب. وبحسب ما ورد حاولت الولايات المتحدة إقناع حفتر بمنع روسيا من إقامة منشأة دائمة في ميناء طبرق.

فضلاً عن ذلك، تفتقر ليبيا إلى مرافق الموانئ العميقة مثل تلك الموجودة في طرطوس بسوريا، وهو ما يعقد العمليات اللوجستية البحرية الروسية. وسوف تتطلب طبرق تطويراً كبيراً لاستيعاب الأصول البحرية الروسية الأكبر حجماً.

خطر كبير.. مرتزقة فاغنر الروسية على أبواب تونس ماذا يحدث؟

طائرة سورية كانت تقلع من مطار حميميم إلى ليبيا (مليتاري أفريكا)

فيلق إفريقي بديل فاغنر

طرح مؤخرا ما يعرف بـ”فيلق أفريقيا” وهو تشكيل عسكري روسي تم الكشف عنه مطلع عام 2024 ليكون بديلا عن مجموعة “فاغنر” الروسية الخاصة، ويعكس هذا البرنامج سعي روسيا لتوسيع نفوذها العسكري في القارة الأفريقية، ومنحه شرعية الوجود الرسمي والعلني في مواجهة الحضور الأوروبي والأمريكي.

يتوزع الفيلق بين 5 دول أفريقية هي ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر. وتحتضن ليبيا المقر المركزي وذلك لعدة عوامل منها: نشاط عناصر فاغنر سابقا في مدينة سرت التي تبعد 450 كيلومترا شرق العاصمة الليبية طرابلس، إذ كانوا يتمركزون في قاعدة “القرضابية” الجوية وميناء سرت البحري، إضافة إلى قاعدة “الجفرة” الجوية (جنوب)، وقاعدة “براك الشاطئ” الجوية التي تبعد 700 كيلومتر جنوب طرابلس.

ومن عوامل اختيار ليبيا أيضا لتكون مقرا لهذا الفيلق ارتباطها بساحل البحر المتوسط، وهو موقع إستراتيجي لضمان خطوط الإمدادات العسكرية وتحركات العناصر التابعة للفيلق إلى الدول الأفريقية الأخرى.

خطر كبير.. مرتزقة فاغنر الروسية على أبواب تونس ماذا يحدث؟

هيكلة الفيلق

تتبع إدارة الفيلق الأفريقي سلطة الإدارة العسكرية الروسية مباشرة، ويشرف عليه الجنرال يونس بك إيفكوروف، نائب وزير الدفاع الروسي.

تتكون النواة الأساسية للفيلق من مجموعات فاغنر، إذ تم دمج عناصر منها في قيادات الصفين الثاني والثالث داخل الفيلق، إضافة إلى مزيد من العناصر في نطاق قوة عسكرية لا تقل عن 40 إلى 45 ألف مقاتل، كما يتكون الفيلق من فرقتين إلى 5 فرق حسب القدرات القتالية وحجم العناصر.

حسب بعض المراقبين والمحللين فإن الفيلق يضم من 40 إلى 45 ألف مقاتل. وقد بدأت عمليات الانتداب والتجنيد في ديسمبر/كانون الأول 2023 في عدد من الدول الأفريقية وفي روسيا.

التمويل

يرتبط الفيلق الأفريقي بشكل مباشر ماليا وتنظيميا بالنظام الروسي بعد اعتماد تعديلات على قانون ميزانية القوات المسلحة الروسية في ديسمبر/ كانون الأول 2023، تسمح للحرس الروسي بأن تشمل صفوفه تشكيلات من المتطوعين والأجانب.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق العد التنازلي بدأ.. كم يوما يتبقى على رمضان 2025؟
التالى ضبط 3 متهمين بالتعدي على عامل حتى الموت في البحيرة