بعد 15 شهراً من الحرب: ماذا سيحدث في غزة مع بدء وقف إطلاق النار؟
بعد أكثر من عام من الحرب المدمرة في غزة، كان من المقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس يوم الأحد، مما يوقف الصراع المستمر منذ 15 شهرا بين إسرائيل والجماعة الفلسطينية المسلحة في القطاع، لكن لأسباب وصفت بالفنية تأخر بدء سريان الهدنة.
ومع حلول الساعة الثامنة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي، كان من المفترض أن يعم الهدوء قطاع غزة مع بدء سريان الهدنة التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وحركة حماس، إلا أن شيئا لم يحدث، وتواصل القتال، بسبب قائمة أسماء الرهائن الذين ستفرج عنهم الحركة الفلسطينية..
وأكد مصدر قيادي في حركة حماس أن تأخر تسليم الأسماء يعود لظروف ميدانية صعبة واستمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأوضح أن “تعقيدات الوضع الميداني واستمرار القصف الإسرائيلي أدى لتأخير تسليم الأسماء، لكن الاتصالات مستمرة على مدار اللحظة مع الوسطاء القطريين والمصريين لضمان تنفيذ الاتفاق”
لكن بعد عدة ساعات، أكدت حركة حماس في بيان إن الإسرائيليات الثلاث المحتجزات لديها في غزة سيفرج عنهن يوم الأحد وهن رومي جونين ودورون شتاينبريشر وإميلي داماري.
في المقابل، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن إسرائيل تلقت قائمة بأسماء الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم الأحد وقوات الأمن الإسرائيلية “تتحقق من التفاصيل”.
وبينما يشكل الاتفاق الاختراق الأكثر أهمية في الحرب، يبقى تنفيذه معقد وهش، إذ يتطلب التعاون بين الجماعات الفلسطينية، والصليب الأحمر الدولي، والجيش الإسرائيلي، ووسطاء من بلدان متعددة، وحكومة إسرائيلية بدأ ائتلافها يتداعى مع تعبير الوزراء المتشددين عن استيائهم.
وقد أدى التوقف إلى رفع الروح المعنوية في غزة، حيث نزح 90% من سكانها بسبب القصف البري والجوي الإسرائيلي، وتحولت مساحات شاسعة من الأراضي إلى أنقاض.
في إسرائيل، تتوق الأسر إلى احتضان أقاربهم الذين أسرتهم حماس في الهجوم عبر الحدود في 7 أكتوبر 2023 والذي أشعل فتيل الحرب.
وتقول إسرائيل إن 98 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، لكن لا يُعرف الكثير عن ظروفهم ، بما في ذلك ما إذا كانوا لا يزالون على قيد الحياة.
ماذا سيحدث يوم الأحد؟
يبدأ سريان وقف إطلاق النار في الساعة 8:30 صباحا بالتوقيت المحلي (0630 بتوقيت جرينتش). ووفقا للخطة، من المقرر إطلاق سراح ثلاث رهائن أحياء بعد الساعة الرابعة مساء (1400 بتوقيت جرينتش). وبعد ذلك بقليل، ستفرج إسرائيل عن نحو 95 أسيراً فلسطينياً، معظمهم من القاصرين أو الإناث.
وكان من المفترض أن تزود حماس إسرائيل بأسماء الرهائن الثلاثة بعد ظهر يوم السبت، ولكن إسرائيل لم تتلق الأسماء حتى وقت متأخر من مساء السبت. ولن يتم الإعلان عن الأسماء إلا بعد إعادة الرهائن وتحديد هوياتهم رسميا.
وفي جنوب إسرائيل، لن تبدأ الدراسة إلا في الساعة العاشرة صباحاً، تحسباً لقيام حماس بإطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل قبل بدء وقف إطلاق النار.
سيتم نشر القوات الإسرائيلية داخل غزة في الغالب بين حدود القطاع مع إسرائيل ومصر، والحفاظ على وجود على طريق يقسم شمال غزة وجنوبها، وفقًا لخريطة أصدرها الجيش الإسرائيلي.
وفي هذه الأثناء، من المتوقع أن تتدفق مئات الشاحنات المحملة بالإمدادات الإنسانية الضرورية إلى غزة.
ماذا سيحدث في الاسبوع الأول؟
إذا صمد وقف إطلاق النار، فإن عملية التبادل التالية من المقرر أن تتم في اليوم السابع من وقف إطلاق النار، أو في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني.
ومن المفترض أن تفرج حماس عن أربع رهائن أحياء. وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن ما بين 30 إلى 50 أسيراً فلسطينياً مقابل كل رهينة.
وفي اليوم السابع أيضاً، ستبدأ القوات البرية الإسرائيلية الانسحاب من الطريق المركزي الذي يقسم المنطقة، والمعروف باسم ممر نتساريم. وهذا من شأنه أن يتيح للفلسطينيين النازحين من شمال غزة البدء في العودة إلى ما تبقى من منازلهم.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بموجب المبادئ التوجيهية العسكرية إن الترتيبات الأمنية، بما في ذلك عمليات تفتيش الفلسطينيين المتجهين شمالا، لا تزال قيد البحث.
وفي كل عملية تبادل، لن يتم إطلاق سراح السجناء إلا بعد وصول الرهائن بسلام إلى إسرائيل. وسيتم نفي جميع السجناء الفلسطينيين الذين أدينوا بارتكاب هجمات قاتلة، إما إلى غزة أو إلى الخارج. وسيتم نفي بعضهم لمدة ثلاث سنوات، بينما سيتم نفي آخرين بشكل دائم.
ومن المتوقع أن يبدأ معبر رفح بين غزة ومصر العمل “قريبا”، وفقا لمسؤولين مصريين، في إطار استعدادهم لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وكان المعبر، الذي يعد البوابة الرئيسية لغزة إلى العالم الخارجي، مغلقا منذ أن استولى الجيش الإسرائيلي على المنطقة في مايو/أيار الماضي.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يوم السبت إن مصر تأمل في تسهيل دخول أكثر من 600 شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة، وهو ما يزيد بنحو ثلاثة أمثال عن مستويات الذروة أثناء الحرب.
وأضاف “الأمر الأكثر أهمية الآن، بالإضافة إلى استدامة وقف إطلاق النار، هو إصلاح الوضع الإنساني الكارثي داخل قطاع غزة”.
ما هي المرحلة الأولى؟
المرحلة الأولى ستستغرق ستة أسابيع أو 42 يوما، وفي المجمل، ستفرج حماس عن 33 رهينة في مقابل نحو 2000 فلسطيني تحتجزهم إسرائيل.
ولا توجد معلومات عن عدد الرهائن الأحياء في المجموعة الأولى المكونة من 33 رهينة. ومن المرجح أن يكون الرهائن على القائمة من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى.
ومن بين السجناء والمعتقلين الذين ستفرج إسرائيل عنهم أكثر من 700 أسير فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة والقدس تتهمهم إسرائيل بالتورط في أنشطة مسلحة، فضلاً عن ما يقرب من 1200 فلسطيني من غزة محتجزين لدى إسرائيل.
ومع تقدم وقف إطلاق النار، سيتم إطلاق سراح ثلاثة رهائن كل أسبوع مقابل إطلاق سراح السجناء والمعتقلين.
وبحلول نهاية الأسبوع السادس، سيتم إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين في القائمة الأولية التي تضم 33 رهينة.
ماذا يحدث بعد ذلك؟
خلال الأسبوع الثالث من وقف إطلاق النار، من المقرر أن يفتح الجانبان مفاوضات حول “المرحلة الثانية” التي تهدف إلى إنهاء الحرب بشكل كامل.
ولكن التفاصيل حول ما سيحدث بعد الأسابيع الستة الأولى قليلة للغاية. وللمساعدة في إقناع الجانبين بالتوقيع على وقف إطلاق النار، ترك الوسطاء الأجانب المرحلة الثانية غامضة بشكل خاص.
وتتضمن الخطة العريضة إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين في غزة، سواء أكانوا أحياء أم أمواتاً، مقابل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع و”الهدوء المستدام”.
وتقول إسرائيل إنها لن توافق على الانسحاب الكامل قبل القضاء على القدرات العسكرية والسياسية لحماس، الأمر الذي يضمن عدم قدرتها على الحكم.
وترفض حماس تسليم آخر الرهائن الإسرائيليين إلى أن تنهي إسرائيل الحرب وتسحب كل قواتها.
أمام هذه التطوراتـ فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، الذي يأمل في إقناع حلفائه من اليمين المتطرف بالبقاء في ائتلافه الحاكم المتذبذب على الرغم من معارضتهم لوقف إطلاق النار، لم يقدم للجمهور أي ضمانات بأن إسرائيل ستنجح في الوصول إلى المرحلة الثانية، وهذا يجعل العديد من عائلات الرهائن خائفة من أن يتم ترك أحبائهم الذين ما زالوا في غزة وراءهم.
وقال نتنياهو في وقت متأخر من يوم السبت: “علينا أن نحمي قدرتنا على العودة إلى القتال إذا لزم الأمر”.
أخبار متعلقة :