إيران تحت وطأة الأزمات: معاناة يومية والشعب في مواجهة مصير مجهول
تشهد إيران في الآونة الأخيرة سلسلة من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر بشكل كبير على حياة المواطنين اليومية، والتي تبرز حجم المشكلات التي يعاني منها النظام الإيراني.
صحيفة “إيران إنترناشيونال” سلطت الضوء على هذه الأزمات والتي من أبرزها، زيادة أسعار الدولار والذهب بشكل غير مسبوق، فضلاً عن غلاء ونقص المواد الغذائية، والانقطاعات المستمرة للكهرباء، إضافة إلى أزمة الأدوية التي تضغط على القطاع الصحي في البلاد.
هذه التحديات تشكل جزءًا فقط من المشاكل التي يعيشها الشعب الإيراني في ظل الظروف الحالية.
ففي الوقت الذي ارتفع فيه سعر الدولار إلى حوالي 94 ألف تومان، ووصلت أسعار عملة الذهب إلى 79 مليون تومان، يعاني سوق المواد الغذائية من اضطراب كبير.
وأشار التقرير إلى أن أسعار البطاطا والبصل، مثلا التي تعتبر من الأساسيات على موائد الإيرانيين، ارتفعت بشكل غير متحكم فيه، بينما تستمر الانقطاعات المتكررة للكهرباء في مختلف المناطق.
كما حذرت الصيدليات من تزايد الأزمة الدوائية، حيث تعاني العديد من الأدوية من نقص حاد في الأسواق، مع ارتفاع حاد في أسعار بعضها.
وتعكس هذه الأزمات فقدان الحكومة الإيرانية للقدرة على التحكم في الاقتصاد وإدارتها للأزمات التي تتسارع بشكل يومي. فالمواطنون يواجهون ضغوطًا اقتصادية متزايدة دون أفق مرجح لتحسن الأوضاع، ما يثير مشاعر الاستياء العارم في الشارع.
هذه الأوضاع جعلت المجتمع الإيراني في حالة تشبه تلك التي كانت سائدة قبل الثورة، مما يزيد من القلق العام حول ما آلت إليه الأمور.
السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو: هل يواجه النظام في طهران انهيارًا اقتصاديًا حتميًا، أم أن الأمور كما يقول المرشد الأعلى: “على طريق الوصول إلى القمة”؟.
تقرير الصحيفة استعرض واحدة من أهم الأزمات الاقتصادية الحالية في إيران وهي الزيادة المبالغ فيها في أسعار السلع الأساسية. على سبيل المثال، كان سعر الأرز في بداية العام يتراوح بين 100 و110 آلاف تومان، ليصل الآن إلى ما بين 150 و200 ألف تومان، أما أسعار اللحوم، فقد ارتفعت لتتراوح بين 600 ألف إلى مليون تومان.
هذه الزيادات المستمرة في أسعار السلع الأساسية مثل الدواجن والبيض والخبز والزيت تجعل اختيار الأسر للأطعمة الأساسية أمرًا صعبًا للغاية، وبالتالي أصبح العديد من فئات المجتمع غير قادرة على تلبية احتياجاتها اليومية.
تدهور الأوضاع وصل إلى درجة أن السلع مثل البطاطا والبصل، التي كانت تعد من الخيارات الأخيرة المتاحة للأسر ذات الدخل المحدود، أصبحت تعاني أيضًا من أزمات في الأسعار.
وتمثل هذه الأزمة الاقتصادية الطاحنة ضغوطًا هائلة على الأسر، التي تواجه صعوبة في تأمين احتياجاتها الأساسية.
أما في القطاع الصحي، فقد أصبح نقص الأدوية وغلاء أسعارها أزمة إضافية لا تقل خطورة عن الأزمات الأخرى.
فقد حذر المسؤولون في مجال الأدوية من أن أسعار بعض الأدوية الخاصة قد تشهد زيادة تتراوح بين 700 إلى 800 في المائة.
وفي الوقت نفسه، حذر أصحاب الصيدليات من أن مؤسساتهم على وشك الإفلاس بسبب عدم دفع مؤسسة التأمين الاجتماعي لمستحقاتهم المالية.
وفي ظل تزايد الأزمات الداخلية بشكل متسارع، يواصل مسؤولو النظام الإيراني تجاهل معالجة هذه المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، وبدلاً من ذلك، يركزون على قضايا إقليمية وتوسيع قدراتهم العسكرية.
إذ لا يزال المرشد الإيراني يركز على قضايا مثل غزة ولبنان، بينما يواصل قادة الحرس الثوري الحديث عن تطوير صواريخ جديدة.
في المقابل، يقتصر خطاب الرئيس الإيراني على تصريحات عامة وشعارات، دون تقديم حلول عملية ملموسة لمشاكل المواطنين.
هذه الأوضاع تسببت في زيادة الاستياء العام، حيث يشعر الكثير من المواطنين أن الحكومة لا تبالي بمشاكلهم ولا تجد حلاً لمحنهم.
ويساهم هذا الشعور بالإهمال في تعميق الأزمة الداخلية التي تعيشها إيران، والتي تتجلى في أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية متفاقمة.
واختتمت الصحيفة التقرير بالتأكيد أنه من خلال تحليل الوضع الراهن في إيران، يتضح أن الأزمات الاقتصادية تتفاقم بشكل مستمر، وتشكل تحديات متشابكة ومركبة.
وشددت على أن ارتفاع أسعار السلع الأساسية، تراجع القوة الشرائية للمواطنين، الانقطاعات المتكررة للكهرباء، الأزمة الدوائية، بالإضافة إلى تجاهل الحكومة لمشاكل الداخل، كلها عوامل تشير إلى انهيار اقتصادي واجتماعي وشيك، مما يزيد من حالة القلق تجاه مستقبل إيران.
أخبار متعلقة :