إشارة الاحتضان ولغة جسد محمد بن سلمان

قراءة تحليلية في لحظة مفصلية، ليست الكلمات وحدها ما يُقال. فالإيماءات والإشارات والتعبيرات هي لغات غير منطوقة تحمل ما هو أعمق من التصريحات الرسمية. وفي خضم الضجيج السياسي وأثناء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرياض مؤخرا، أعلن خلال تصريحه رفع العقوبات عن سوريا وفي لحظة مفاجئة لفتت الانتباه تحدث الرد من خلال لغة الجسد العربية.

في هذا السياق، برزت صورة الأمير محمد بن سلمان، في مشهد يمكن وصفه رسالة متعددة المعاني؛ احتضان رمزي لسوريا الحرة؛ انعكاس بأن العالم العربي والإسلامي في القلب، الاستقلالية المتصاعدة في القرار السعودي.

برأيي السلوكي المعرفي، إنها ليست مجرد إشارة جسدية عابرة، بل فعل يحمل مكنونا عاطفيا جياشا وألفة مشاعرية مبنية على رؤية مستقبلية ووحدة عربية عما قريب، حين يختار زعيم بحجم الشاب الأمير محمد بن سلمان أن يظهر هذا النوع من التقارب الأخوي الذي يبعث من خلاله برسالة تحوّل في البوصلة الجيوسياسية، وإشارة لنبرة الجدية الهادئة التي تعكس نهجا سعوديا جديدا يعتمد على التوازن بين الانفتاح على العالم واحترام السيادة العربية واعترافا ضمنيا بمكانة سوريا والعرب والمسلمين لدى السعوديين.

خلال العقود الماضية كانت للولايات المتحدة نظرة عالمية مركزية في رسم سياستها الدولية، لكن يبدو من مواقف السعودية الجديدة أنها باتت تقود تحولا استراتيجيا جديدا تديره بفكر قيادي عصري وحكمة عميقة تأثيرية وقوة ناعمة أثيرية كدولة لها ثقلها الديني والتاريخي والعربي والسياسي والاقتصادي لإحداث ذلك الثبات بين الشرق والغرب.

وفي منتدى الاستثمار السعودي - الأمريكي خلال كلمة الرئيس ترامب وسؤاله الموجه للأمير محمد «كيف تنام الليل أنا فقط أفكر في الأمر؟» حمل التساؤل في طياته لقطة محسوبة، وإشارة عميقة من أدوات التعبير السياسي، والدبلوماسية المقصودة التي تشير الى ذلك التقدير الكبير للجهود المبذولة في عملية الإصلاح المتفاني والدؤوب للمنطقة.

السياسة السعودية الحديثة تؤكد على نموذج حيوي يوازن بين التاريخ والواقعية، وبين الهوية والسيادة، ويعيد ترتيب الأولويات على أساس المصلحة العربية، لا الإملاءات الخارجية.

Yos123Omar@