وقفت ليلى، 53 عامًا، أمام محكمة الأسرة تروي قصتها المؤلمة بعد أكثر من ثلاثة عقود من الزواج، انتهت بصدمة الطلاق الغيابي، وانقطاع صلة الزوج بأبنائه الأربعة، على الرغم من أنهم أصبحوا في مراكز مرموقة بين الأطباء والمهندسين.
تقول ليلى بحزن: "بعد كل هذه السنوات، وبعد أن كبر أولادي وأصبحوا مصدر فخر لأي أب، فوجئت بزوجي يتبرأ منهم تمامًا، بل ويقول: "عيالي ماتوا ومش عاوز أشوف وشهم"، فقط لأننا رفعنا قضية نفقة عليه، فكيف سأتمكن من الإنفاق على ابنتَيّ الصغيرتين بمفردي؟"
صدمة بعد سنوات العشرة
لم تكن ليلى تتوقع أن يتحول زوجها الذي عاشرته لأكثر من 32 عامًا إلى شخص غريب عنها. فقد ترك المنزل بعد أن وقع في حب زميلته في العمل، وتزوجها سرًا، ليكتشف الجميع فيما بعد أنه طلقها غيابيًا، دون أن يُخبرها أو يُواجهها بالأمر.
وتكمل ليلى: "علمت بالطلاق بالصدفة، وعندما واجهته كان رده الوحيد أنه قرر بدء حياة جديدة، وأنهى كل شيء بيننا".
إنكار الأبناء وإهانة الزوجة
المأساة لم تتوقف عند الطلاق، بل امتدت إلى تصرفات الزوج الغريبة تجاه أبنائه. فقد نشر إشاعة بوفاة زوجته حتى يبرر غيابه عن زفاف ابنه الأكبر، وذهب أبعد من ذلك حينما وزّع الشوكولاتة في الشارع قائلًا: "أنا أبو العريس، لكن ماليش ابن.. ابني مات".
وتكمل ليلى باكية: "زوجي صار يشوه سمعتي في كل مكان، يقول للجميع إنني كنت أطبخ له مكرونة وبانية طوال الوقت، وإنه ترك المنزل بسبب الطعام، رغم أنني كنت ألبي كل طلباته ولم أشكُ يومًا".
رفض النفقة وقطع العلاقة مع الأبناء
لم يكتفِ الزوج بالهروب والافتراء، بل قرر قطع علاقته ببناته لمجرد أنهن طالبنه بالنفقة، متهمًا إياهن بـ"الجحود"، ومرددًا في كل مكان أن أولاده ماتوا حتى لا يتحمل مسؤوليته تجاههم.
ختام القصة.. أمنية أخيرة
بعد كل هذه السنوات، لم يتبقَ لليلى سوى الدموع والخذلان، وهي ترى نفسها في المحكمة تطالب بحقوقها وحقوق ابنتيها، بعدما ظنت أنها ستكمل حياتها مع رجل عاشت معه ثلاثة عقود.
بمرارة تقول: "كل شيء انتهى.. لم يعد لي أسرة ولا زوج، حتى أبنائي حُرموا من أبيهم. لا أطلب شيئًا سوى أن يرى بنفسه قسوة الحياة التي صنعها لنا، وأن يلقى نفس المصير الذي تركني أعانيه وحدي".