117 عاما على ميلاد أدهم وانلي.. وهذه أبرز لوحاته خليج نيوز

117 عاما على ميلاد أدهم وانلي.. وهذه أبرز لوحاته خليج نيوز
117 عاما على ميلاد أدهم وانلي.. وهذه أبرز لوحاته خليج نيوز

117 عامًا مرت على ميلاد الفنان التشكيلي المصري أدهم وانلي، الذي وُلد في 25 فبراير 1908 في حي محرم بك بالإسكندرية، لأسرة عريقة، وكان محاطًا منذ طفولته بعناصر الفن والجمال، ما زرع فيه حب الفن التشكيلي، حيث نشأ في قصر فخم كان يعج باللوحات والتماثيل والتحف الفنية التي تزين جدرانه، بالإضافة إلى مكتبة ضخمة تحتوي على مراجع بالفرنسية عن حروب نابليون وأشعار لامارتين، إلى جانب كتب مزخرفة برسوم الفن الإيراني ولوحات بالخط العربي والفارسي؛ تلك البيئة الغنية كانت الأرضية التي أنبتت فيه الموهبة الفطرية.

بدايات أدهم وانلي 

في عام 1929، وصل إلى الإسكندرية خطاب من البروفيسور الإيطالي "أتورينو بيكي" يعلن عن عزمه افتتاح مرسم في المدينة، ليكون المكان الذي سيشكل نقطة انطلاق لعديد من الفنانين الشبان، وكان أدهم وشقيقه سيف من أول من التحق بالمرسم، ليبدأ دراستهما الفنية بشكل رسمي في 9 أكتوبر 1930.

وفي مرسم "بيكي"، الذي تعامل معهما كأصدقاء أكثر من كطلبة، لم يقتصر دور الفنان الإيطالي على تعليم المهارات التقنية، بل كان يناقش معهما تاريخ الفن وأشهر اللوحات العالمية، واستمر الأخوان في المرسم حتى 1934، وبعد مغادرة بيكي، أكد لهم أنهم قادرون على شق طريقهم كفنانين متميزين.

خلال سنوات الدراسة في مرسم "بيكي"، امتص الأخوان تأثيرات التقنيات الغربية، لكنهما سرعان ما مزجاها مع مفردات بيئتهما المحلية في الإسكندرية، ما جعل من أعمالهما مزيجًا بين الحداثة والتقاليد، وبدأ الأخوان، وبالأخص أدهم، يعرضان أعمالهما في معارض محلية ودولية تجاوز عددها 15 معرضًا. كانوا يتبعون أسلوبًا كلاسيكيًا واقعيًا في الرسم، لكنهما سعيَا لتطوير أسلوبهما من خلال التفاعل المستمر مع الاتجاهات العالمية.

من أوائل اللحظات التي لفتت الأنظار إلى أدهم كانت في عام 1932، عندما عرض أعماله في صالون الإسكندرية ونال الميدالية الذهبية في مسابقة الرسم الساخر. كان هذا الاهتمام بالرسم الساخر (الكاريكاتير) أحد المراحل المهمة في مسيرته، قبل أن يحاول شقيقه سيف إبعاده عن هذا التوجه في عام 1933، ولكن على الرغم من توقفه عن نشر الرسوم الساخرة، فإن التأثيرات الساخرة كانت حاضرة دائمًا في أعماله.

لوحات أدهم وانلي 

على مدار مسيرته، قدّم أدهم العديد من الأعمال التي استحق من خلالها أن يقف جنبًا إلى جنب مع أشهر الفنانين التشكيليين عالميًا، وكانت لوحاته متميزة، خاصة تلك التي جسدت الحياة اليومية في الإسكندرية، بالإضافة إلى الرسوم التي تناولت موضوعات مثل السيرك وراقصي الباليه والأوبرا، وكانت هذه المواضيع تعكس التوتر بين البهجة الظاهرة والألم المخفي الذي يعيشه فنان السيرك أو راقص الباليه.

ومن أشهر لوحاته: باليه، السلام، مصارعة الثيران، عم محروس، المحكمة الشرعية، وقد قام بتسجيل آثار ومعالم النوبة قبل إقامة السد العالي بتكليف من وزارة الثقافة المصرية.

إحدى أكثر الموضوعات التي تميزت بها أعمال الأخوين وانلي كانت لوحات راقصات الباليه، وهو الموضوع الذي أعاد معالجته في العديد من لوحاتهما، وقد قارن العديد من النقاد أعمال أدهم بسلسلة أعمال الفنان الفرنسي "ديغا"، الذي كان أيضًا يهتم برسم راقصات الباليه، بالإضافة إلى ذلك، قام الأخوان بالرحلة الشهيرة إلى بلاد النوبة في عام 1954، حيث أمضيا 14 يومًا في رسم ما يقرب من أربعمائة دراسة، تم تحويل مئة منها إلى لوحات زيتية، ونُشرت بعض من هذه الأعمال في كتاب نشرته وزارة الثقافة المصرية لدعوة العالم إلى إنقاذ آثار النوبة.

تميزت أعمال الأخوين بتأثر ألوانها بجو الإسكندرية المشرق، حيث كان يشع الضوء وينعكس في الألوان المشرقة التي استخدموها في لوحاتهم، ورغم تنوع أساليبهم وتبدلها بين مرحلة وأخرى، إلا أنهم حافظوا على قوة التعبير عن البيئة المحلية ورفضوا التمادي في تقليد الأساليب الغربية، رغم أنهم حاولوا دمج تقنيات الفن الأوروبي مع موضوعات محلية.

بعد وفاة أدهم وانلي في عام 1961، كانت الخسارة كبيرة على شقيقه سيف، الذي فقد شريكًا وصديقًا في مسيرته الفنية، وتكريما لإرثه، أُقيم تمثال لأدهم وانلي في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، كما طالب العديد من النقاد بتكريمه بتمثال آخر في أحد الميادين العامة.

معارض ومقتنيات أدهم وانلي 

من المعارض التي أُقيمت لأدهم وانلي مع شقيقه سيف في الإسكندرية كانت في عام 1942 في المعهد البريطاني، 1945 في جمعية الصداقة المصرية الفرنسية، وكذلك في متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، وفي القاهرة شارك الأخوان في معارض عديدة مثل معرض مدرسة الليسيه عام 1946 ومعرض الفن الحديث في متحف القاهرة في 1950، وعلى الصعيد الدولي، شاركا في العديد من المعارض الشهيرة مثل بينالي البندقية ومعرض ساو باولو في البرازيل.

أما بالنسبة لمقتنيات أعمال أدهم وانلي، فهي موجودة في العديد من المتاحف والمعارض حول العالم، بما في ذلك متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، ومتحف الفن الحديث بالقاهرة، كما تضم مجموعات خاصة في العديد من البلدان مثل إنجلترا وفرنسا وإيطاليا والصين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق صدام بين «كولر» و«الخطيب» بسبب صفقة «كوتيسا» - خليج نيوز
التالى ارتفاع عدد ضحايا تحطم طائرة إسعاف أمريكية إلى 7 قتلى و19 مصابا - خليج نيوز