في تصريحات جديدة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أعرب عن التزام بلاده المستمر في العمل مع شركائها الدوليين، مشيرًا إلى أن المحادثات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تسير على قدم وساق.
ودعا زيلينسكي إلى ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة نحو السلام، معتبرًا أن أوكرانيا بحاجة ماسة إلى وقف الحرب التي تدمر مدنها وتفقدها الكثير من مواردها وشعبها.
وفي سياق متصل، تباينت الآراء بشأن كيفية الوصول إلى هذا السلام، خاصة مع التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشار الأمن القومي الأمريكي حول سياسات زيلينسكي تجاه الحرب.
العمل المستمر لتحقيق السلام:
أكد الرئيس زيلينسكي أن بلاده تواصل العمل مع الشركاء الدوليين، وخاصة مع الولايات المتحدة وحلفائها في الاتحاد الأوروبي، بهدف إنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن.
وقال زيلينسكي: "من المهم أن نجعل دبلوماسيتنا فعالة حقًا لإنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن، نحن بحاجة إلى سلام حقيقي، والأوكرانيون هم أكثر من يريده لأن الحرب تدمر مدننا وبلداتنا وتفقد شعبنا".
هذا الموقف يعكس عزم أوكرانيا على الوصول إلى حل دبلوماسي ينهي الأزمة المستمرة منذ ما يزيد عن عامين.
الضغط على روسيا وضرورة إنهاء الحرب:
وأضاف زيلينسكي: "يجب أن نوقف الحرب ونضمن الأمن"، مشيرًا إلى أنه من المهم تحقيق هذا الهدف على الرغم من الضغوطات المختلفة التي تواجه بلاده.
وأكد زيلينسكي على ضرورة العمل على ضمان سلام حقيقي وشامل يضمن لأوكرانيا السيادة والأمن من التهديدات الروسية المستمرة.
دعم واشنطن في مسار السلام:
في الوقت نفسه، أكد الرئيس الأوكراني أهمية الدعم الأمريكي في هذا السياق، حيث قال: "نحن نعمل مع الولايات المتحدة والأوروبيين، ونأمل كثيرًا في دعم واشنطن على طريق السلام"، وهذا يعكس الأمل الكبير لأوكرانيا في أن تظل الولايات المتحدة قوة داعمة لتحقيق الاستقرار في المنطقة وتحقيق الأمن الأوكراني.
ترامب ينتقد تصريحات زيلينسكي:
من جهة أخرى، جاء تعليق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تصريحات زيلينسكي الأخيرة لتثير الجدل. حيث قال ترامب: "أنا الرئيس الوحيد الذي لم يمنح أي جزء من أراضي أوكرانيا لروسيا"، في إشارة إلى موقفه الحازم تجاه التنازلات المحتملة لروسيا.
وأضاف: "تصريح زيلينسكي بأن السلام مع روسيا بعيد هو أسوأ تصريح يمكن أن يصدر عنه ولن نتحمله لفترة أطول".
وأوضح ترامب أن زيلينسكي لا يرغب في السلام طالما أنه يحصل على دعم كبير من الولايات المتحدة وأوروبا.
الانتقادات الأمريكية لزيلينسكي:
في تطور آخر، أعرب مستشار الأمن القومي الأمريكي عن ترحيب الولايات المتحدة بقيادة الأوروبيين للأمن الأوروبي، معتبرًا أن هناك حاجة إلى بذل مزيد من الجهود المشتركة لضمان السلام في أوروبا.
لكنه أشار إلى ضرورة أن يظهر زيلينسكي استعداده لإجراء محادثات سلام حقيقية، وقال: "نريد من زيلينسكي أن يعبر عن ندمه على الاجتماع المتوتر مع روسيا".
كما طالب المستشار الأمريكي بأن يؤكد الرئيس الأوكراني استعداده لتوقيع اتفاق المعادن والمشاركة الفعالة في محادثات السلام التي تفضي إلى إنهاء الصراع.
بينما يسعى زيلينسكي لتحقيق السلام، تبدو الساحة السياسية الدولية مليئة بالآراء المتباينة حول كيفية التوصل إلى هذا الهدف.
فبينما يؤكد الرئيس الأوكراني على ضرورة السلام في أقرب وقت ممكن، يبدو أن تحديات كبيرة ما زالت تعترض طريقه، سواء من جانب روسيا أو من بعض الحلفاء الذين يطالبون بتقديم تنازلات إضافية. فهل يمكن لأوكرانيا أن تحقق السلام في ظل الضغوطات المتزايدة من جميع الأطراف؟