تشهد لبنان، الأحد، توترات عسكرية متصاعدة أدت إلى سقوط قتلى ومصابين وذلك بعد انقضاء اليوم 26 من الشهر الجاري المهلة المحددة للجيش الإسرائيلي للانسحاب من جنوب لبنان وفق الاتفاق المبرم مع حزب الله والذي تم في 27 نوفمبر 2024، إلا أن الدولة العبرية تماطل في تنفيذ بنود الاتفاق متهمة حزب الله باختراق بنود الاتفاق.
مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن:" قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار في بعض الحالات، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 31 آخرين:، وأعلنت القوات المسلحة اللبنانية بشكل منفصل مقتل جندي وإصابة آخر بنيران إسرائيلية.
إسرائيل تماطل الإنسحاب من جنوب لبنان
وأعلنت إسرائيل إنها بحاجة إلى البقاء بعد الموعد النهائي مبررة هذه الخطوة أن الجيش اللبناني لم ينتشر في كافة مناطق جنوب لبنان، كما تم الاتفاق عليه، لضمان عدم إعادة حزب الله تأسيس وجود عسكري في المنطقة. واتهم الجيش اللبناني إسرائيل بالمماطلة في الانسحاب.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن شخصاً قتل في قرية حولا وآخر في عيترون وثالث في بليدا نتيجة إطلاق نار إسرائيلي. وقال الجيش اللبناني إن جندياً قتل على طريق مروحين - الضيرة - صور، وأصيب آخر في بلدة ميس الجبل.
وقال الجيش اللبناني في بيان إنه رافق المدنيين الذين دخلوا عدة قرى في الجنوب، "وسط إصرار العدو الإسرائيلي على خرق سيادة لبنان واعتداءاته على المواطنين وسقوط شهداء وجرحى بينهم ورفضه الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلها"
وقال النائب في حزب الله حسن فضل الله لقناة المنار: "نحن في أرضنا والعدو هو الذي يخترق الاتفاق وخرقه، وبالتالي الشعب هو الذي يحرر أرضه بأيديه ودمائه"، مضيفاً إنه "نريد من الدولة أن تلعب دورها".
سياسة الأرض المحروقة
وقال النائب عن حزب الله علي فياض يوم السبت إن "الأعذار" الإسرائيلية هي ذريعة "لمتابعة سياسة الأرض المحروقة" في المناطق الحدودية مما يجعل عودة السكان النازحين مستحيلة.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار على أن يسحب حزب الله قواته شمال نهر الليطاني - على بعد حوالي 30 كيلومترًا (20 ميلًا) من الحدود - وتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب، لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال يوم الجمعة إن "اتفاق وقف إطلاق النار لم يتم تطبيقه بالكامل من قبل الدولة اللبنانية" وبالتالي فإن انسحاب الجيش الإسرائيلي لن يتم بعد على الرغم من الموعد النهائي يوم الأحد.
وغادرت القوات الإسرائيلية المناطق الساحلية في جنوب لبنان، لكنها لا تزال موجودة في المناطق الواقعة إلى الشرق.
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن "عملية الانسحاب مشروطة بانتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وتطبيق الاتفاق بشكل كامل وفعال، مع انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني".
وأضافت أن "عملية الانسحاب التدريجي ستستمر بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة" حليفتها الرئيسية وأحد مراقبي وقف إطلاق النار.
البيت الأبيض يدعو إلى تمديد وقت الانسحاب
وقال البيت الأبيض يوم الجمعة إن هناك حاجة ماسة إلى تمديد قصير ومؤقت لوقف إطلاق النار.
ودعا الرئيس اللبناني جوزيف عون، أهالي الجنوب إلى ضبط النفس والثقة في الجيش اللبناني.وقال في بيان "إن سيادة لبنان وسلامة أراضيه غير قابلة للتفاوض، وأنا أتابع هذا الموضوع على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم".
وتحدث عون، السبت، مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تشارك حكومته أيضًا في الإشراف على الهدنة. وبحسب بيان صادر عن مكتبه، تحدث عون عن "ضرورة إلزام إسرائيل باحترام شروط الاتفاق من أجل الحفاظ على الاستقرار في الجنوب".
وقال عون إن على إسرائيل أن "تتوقف عن انتهاكاتها المتتالية، بما في ذلك تدمير القرى الحدودية... الأمر الذي من شأنه أن يمنع عودة الأهالي".
وقال مكتب ماكرون في ملخصه للمحادثة إن الرئيس الفرنسي دعا جميع أطراف وقف إطلاق النار إلى الوفاء بالتزاماتها في أقرب وقت ممكن.
حذر حزب الله، الخميس، من أن أي خرق لمهلة الستين يوما سيعتبر خرقا صارخا لاتفاق وقف إطلاق النار و"تعديا على السيادة اللبنانية".
0 تعليق