
أصيل محمد بن فرحات _ أكد وزير العدل، حافظ الأختام، لطفي بوجمعة، اليوم الإثنين، أن العدالة لن تتوانى عن فرض سلطان القانون واتخاذ كل التدابير الضرورية لضمان حماية المجتمع والأفراد من آفة المخدرات، وذلك عقب مصادقة المجلس الشعبي الوطني على مشروع قانون يعدّل ويتمّم القانون رقم 04-18 المتعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية وقمع الاستعمال والاتجار غير المشروعين بهما.
وفي كلمة له عقب التصويت، شدّد الوزير على أن العدالة "لن تتوانى لحظة واحدة عن فرض سلطان القانون بكل حزم، واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بالمتابعة الصارمة لحماية حقوق المجتمع والأفراد من هذه الآفة"، مؤكّدًا أن العدالة ستكون بالمرصاد لكل أشكال الاعتداءات التي تمس بحقوق المواطنين الدستورية والقانونية.
وخصّ الوزير بالذكر الاعتداءات التي قد تطال ضحايا من القصر أو من ذوي الحالات الصحية الخاصة، مشددًا على أن العدالة "ستطال المعتدي بكل الآليات القانونية الحازمة والمناسبة، سواء استهدفت هذه الاعتداءات الشخص أو بدنه أو ممتلكاته".
وأوضح الوزير بوجمعة أن مشروع القانون الجديد يكتسي أهمية كبيرة من خلال "اقتراح آليات ردعية جديدة تُضاف إلى الأحكام القانونية القائمة، ما يكرّس منظومة متكاملة ومتعددة الأبعاد لمجابهة هذه الجريمة الخطيرة".
وأشار الوزير إلى أن القانون الجديد يقوم على مقاربة متوازنة تجمع بين "الإجراءات الوقائية والعلاجية والردعية"، مراعية بذلك التأثيرات الخطيرة للمخدرات على الصحة العمومية، الأمن العام، والنظام الاجتماعي ككل.
وتهدف الأحكام الجديدة، وفق الوزير، إلى:
- حماية الأمن القومي من مخاطر المخدرات.
- معالجة الاختلالات المجتمعية الناتجة عن انتشار هذه الظاهرة.
- حماية الصحة العمومية وتعزيز الوعي المجتمعي.
- تحصين المؤسسات العمومية والخاصة، بما فيها المؤسسات التربوية والتعليمية.
- تعزيز دور القضاء ومكافحة تمويل الجريمة
ومن بين أبرز ما تضمنه القانون المعدل، تعزيز الآليات القانونية الممنوحة للقضاء، خاصة في ما يتعلق بـ التحقيق في مصادر الأموال المنقولة والعقارية للمشتبه فيهم في قضايا المخدرات، مع منح صلاحيات حجز العائدات المالية الناتجة عن هذه الجرائم، وتطبيق عقوبات تتناسب مع خطورة الأفعال، قد تصل في بعض الحالات إلى عقوبة الإعدام.
من جهته، أشاد رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، خلال الجلسة، بالدور البارز الذي يضطلع به الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن في التصدي لظاهرة المخدرات، ووقوفهم "كالسد المنيع في حماية الشباب وإحباط المؤامرات التي تحاك ضد الوطن".
ودعا بوغالي جميع مكونات المجتمع إلى تكثيف الجهود لبناء جبهة داخلية متماسكة، معتبرًا أن "ثقافة التبليغ تمثل أولى خطوط الدفاع ضد هذه الآفات، وسلوكًا مدنيًا يجب تعزيزه داخل المجتمع".