أصيل محمد بن فرحات _ في مقابلة مع جريدة "لوبينيون" الفرنسية، أدلى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بتصريحات تناول فيها العلاقات مع فرنسا، الولايات المتحدة، الدول الإفريقية، إلى جانب قضايا إقليمية مثل الصحراء الغربية، الأوضاع في الساحل، وعلاقات الجزائر بدول الجوار.

• العلاقات الجزائرية - الفرنسية: 

أكد الرئيس تبون أن مستقبل العلاقات بين الجزائر وفرنسا مرهون بموقف باريس قائلاً: "من الآن فصاعدًا، الكرة عند الإليزيه حتى لا نسقط في افتراق غير قابل للإصلاح". وأعرب عن استيائه من المناخ السائد حاليًا، مضيفًا: "نحن نضيع الوقت مع ماكرون والمناخ أصبح ضارًا".

وانتقد الرئيس تبون محاولات وزير الداخلية الفرنسي توجيه ضربات سياسية للجزائر بمحاولة طرده بمؤثر جزائري، مشيرًا إلى "أن فرنسا تلاحق نشطاء جزائريين على وسائل التواصل الاجتماعي بينما تمنح الحماية لمجرمين ومخربين عبر منحهم الجنسية وحق اللجوء".

فيما يخص ملف الذاكرة، شدد الرئيس على ضرورة معالجته بجدية: "لن نقبل بحلول وضع آثارها كالغبار تحت البساط ". كما طالب فرنسا بتحمل مسؤولياتها في تنظيف النفايات النووية بالجزائر، معتبرًا ذلك "إلزاميًا من الناحية الإنسانية والأخلاقية والسياسية والعسكرية".

• العلاقات مع الولايات المتحدة 

أشاد الرئيس تبون بعلاقات الجزائر مع الولايات المتحدة، قائلاً: "ظلت علاقاتنا جيدة مع جميع الرؤساء الأمريكيين، سواء كانوا ديمقراطيين أو جمهوريين". واستحضر دور الولايات المتحدة خلال حرب التحرير الجزائرية حين عرضت القضية الجزائرية على الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن "الولايات المتحدة هي الوحيدة التي تحمل مدينة باسم بطلنا القومي الأمير عبد القادر".

• مواقف الجزائر من الأزمات الدولية 

انتقد الرئيس تبون إزدواجية المعايير في السياسة الدولية، مشيرًا إلى التناقض في المواقف تجاه روسيا وأوكرانيا مقارنة بالصمت الدولي حيال قضايا مثل الجولان والصحراء الغربية. وأكد أن الجزائر رفضت أي وجود لقوات مرتزقة على حدودها وأبلغت روسيا بذلك صراحة. 

• العلاقات مع دول الجوار : دعم تونس والتمسك بالروابط مع مالي

عبر الرئيس تبون عن دعمه لتونس قائلاً: "أخي الرئيس قيس سعيد يتمتع بشعبية رغم الانتقادات، والشعب التونسي شعب واعٍ". وأكد أن الجزائر ستواصل دعم تونس اقتصاديًا تقديرًا لمواقفها التاريخية الداعمة للقضية الجزائرية.

وفيما يتعلق بمالي، أوضح الرئيس تبون أن الجزائر " لا تهدف إلى وضع مالي تحت إدارتها"، مشيرًا إلى جهود الجزائر لدعم التنمية في شمال مالي وتسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعة.

• قضية الصحراء الغربية والعلاقات مع المغرب 

أكد الرئيس تبون موقف الجزائر الراسخ من قضية الصحراء الغربية باعتبارها "قضية استعمار وجب تصفيته مهما طال"، مشيرًا إلى أن الجزائر لحد الآن "في منطق رد الفعل وليس الفعل مع المغرب".

وانتقد الرئيس السياسة المغربية قائلاً: " المغرب أول من اعتدى على وحدتنا الترابية 9 أشهر فقط عقب استقلالنا وقدسقط إثر اعتدائه علينا 850 شهيدًا ". وأضاف: "المغرب كان دوما ذو عقلية توسعية، بدليل أنه لم يعترف بموريتانيا إلا عام 1972"، مذكرًا بأن المغرب كان أول من فرض التأشيرة على الجزائريين عام 1994.

وختم الرئيس تبون حديثه برسالة ود للشعب المغربي: "علينا وضع حد لهذه الوضعية يومًا ما..الشعب المغربي شعب شقيق يستحق الأحسن".

• الجزائر قوة استقرار إقليمي ودولي

أكد الرئيس تبون أن الجزائر تظل قوة استقرار في إفريقيا، متمسكة بمبادئ عدم الانحياز وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان، مع الحفاظ على علاقات ممتازة مع دول البحر الأبيض المتوسط ​​في مجالي الاستثمارات والتجارة.