مدرسة دار العلوم الحقانية في باكستان تعد منصة تاريخية لانطلاق قادة طالبان
قالت الشرطة الباكستانية، الجمعة، إن انفجاراً وقع داخل مدرسة دينية تشتهر بتدريب قادة حركة طالبان الأفغانية في إقليم خيبر بختونخوا شمال غرب باكستان، ما أودى بحياة 6 أشخاص، فيما أصيب آخرون بينهم مدير المدرسة.
تقع مدرسة حقانية، التي تضم عدة آلاف من الطلاب، في إقليم خيبر بختونخوا وهي من بين أكبر المدارس الإسلامية وأكثرها احتراما في جنوب آسيا. كما درس كبار قادة حركة طالبان الأفغانية في المدرسة في بلدة أكورا خاتاك.
وكان رئيس المدرسة حامد الحق من بين القتلى، وهو أحد الرموز الدينية في البلاد، وزعيم جماعة علماء الإسلام الباكستانية، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى، وفقًا لمسؤولي المستشفى المحلي.
وقال شقيقه إن المهاجم الذي كان يرتدي سترة ناسفة كان يسير نحو حق أثناء مغادرته مسجدا في مقر مدرسة دار العلوم الحقانية.
وأضاف أن “مولانا حامد الحق… توفي على الفور وأصيب نحو عشرين شخصا في الانفجار”.

حامد الحق رئيس مدرسة دار العلوم الحقانية
وأكد قائد شرطة الإقليم ذو الفقار حميد وقوع الضحايا، قائلاً إن التحقيق في التفجير جار.
وأدان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف ما أسماه “عملاً إرهابياً جبانا وشنيعاً”، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
كانت جامعة دار العلوم الحقانية، التي تقع في بلدة باكستانية مغبرة قبالة الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى الحدود الأفغانية، بمثابة منصة انطلاق حركة طالبان في تسعينيات القرن العشرين. ولا تزال الجامعة توصف في كثير من الأحيان بأنها حاضنة للإسلاميين المتطرفين.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الانفجار على الفور، لكن الشكوك حامت حول فرع إقليمي لتنظيم داعش، وهو تنظيم ولاية خراسان.
وقد تبنت الجماعة، التي تقول الأمم المتحدة إنها متمركزة في أفغانستان المجاورة، هجمات أخرى على المدارس الدينية في خيبر بختونخوا.
ونفذ تنظيم داعش في خراسان بشكل روتيني هجمات رفيعة المستوى ضد قادة ورجال دين تابعين لحكومة طالبان في كابول، مما أسفر عن مقتل العشرات منهم في الأشهر الأخيرة.
ووصف تقييم لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هذا الشهر تنظيم داعش في خراسان بأنه “أعظم تهديد إرهابي خارج المنطقة”.
وقال التقرير إنه بالإضافة إلى الهجمات على سلطات طالبان والأقليات الدينية الأفغانية، نفذ أنصار التنظيم في خراسان ضربات في أماكن بعيدة مثل أوروبا، وكان “يسعى بنشاط إلى تجنيد أفراد من بين دول آسيا الوسطى” المتاخمة لأفغانستان.