حزب الله يحاول تهريب الأمول عبر المطار
خسر حزب الله اللبناني في الآونة الأخيرة كثيرا.. بداية من خسارته لأمينه العام حسن نصر الله ثم هاشم صفي الدين، وأيضا القضاء على المحور الإيراني بعد الإطاحة بنظام الأسد، فخسر المال والدعم اللوجستي والعسكري.
وتهاوت امبراطوريته التي بناها طوال الأعوام الماضية، من خلال تجارة المخدرات وتصنيعها، إلى تهريب وغسل الأموال، حتى بات اليوم يجد نفسه أمام تحديات مالية كبيرة.
تهريب الأموال
الحزب بات يعاني كثيرا حتى أنه أصبح غير قادر على دفع رواتب عناصره، فكان اللجوء إلى إيران هو الحل الأنسب من خلال تهريب الأموال عبر مطار بيروت الدولي، إلا أن هذه الطريقة باءت بالفشل بسبب التحوط الإسرائيلي، الذي منع طائرة إيرانية من الهبوط في بيروت.
والمحاولة الأخرى هي ضبط مواطن لبناني عاد من تركيا وهو يحمل 2.5 مليون دولار كاش كانت في طريقها إلى حزب الله قبل أن يتم ضبطها واعتقاله بحسب وكالة رويترز.
وتأتي هذه الواقعة في وقت تؤكد فيه تقارير أجنبية أن الحزب يواجه ضائقة مالية خانقة، ما يثير تساؤلات حول قدرته على التكيف مع العقوبات الدولية والقيود المتزايدة التي تستهدف مصادر تمويله.
وكان الحزب تمكن لسنوات طويلة من تجاوز العقوبات الاقتصادية عبر مصادر تمويل غير مشروعة، من أبرزها تجارة المخدرات وشبكات التهريب، التي باتت تشكل جزءاً رئيسياً من موارده المالية.
تصاعد الضغوط الدولية
ومع تصاعد الضغوط الدولية والمراقبة الشديدة على المنافذ البرية والجوية مع سوريا فضلا عن تفكيك معامل الكبتاغون على الحدود وفي الداخل السوري واتلاف أطنان من الحبوب المخدرة، أصبح الحزب أمام تحديات مالية، ما قد يدفعه إلى إعادة ترتيب أولوياته أو البحث عن طرق جديدة لتمويله.
ويسعى الحزب إلى تحويل الأنظار نحو الدولة اللبنانية، متهماً إياها بالعجز عن مواجهة بقاء الجيش الإسرائيلي في 5 مواقع جنوب البلاد وإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب التي شنها على إسرائيل.
وفي هذا السياق، قال النائب عن حزب الله، حسن فضل الله، “إلى الآن لم تتمكن الدولة من خلال مؤسساتها من معالجة أي من القضايا المرتبطة” بالحرب.
وكان الحزب تكبد خسائر ميدانية ومعنوية فادحة في الحرب، حين خسر قادة الصف الأول والثاني، وسقطت مناطق وبلدات بقبضة إسرائيل بالإضافة إلى مقتل المئات من عناصره واحتجاز القوات الإسرائيلية لآخرين.
إنكار وإخفاء الحقيقة
يرفض المقربون من الحزب الحديث عن أزمة مالية حقيقية تطاله، ويؤكدون أن الرواتب لا تزال مستمرة وتدفع في مواقيتها من دون تأخير.
وفي إشارة إلى توافر الأموال وعدم تأثرها بالتطورات، يقولون إن السيد حسن نصرالله أغتيل في 27 سبتمبر، والرواتب دفعت في الثلاثين منه بطريقة عادية.
ويردون سبب الأصوات التي علت في الفترة الماضية اعتراضا على التعويضات إلى سرعة عمليات الكشف، وقد شابها نوع من الأخطاء بسبب السرعة التي حاول المعنيون العمل بها، وسط كمّ هائل من الأضرار وفي ظروف ضاغطة، وهذا ما يجري العمل لتصحيحه.
ويقرّ المقربون بأن مصارف عديدة رفضت استقبال التحويلات من أنصار الحزب في الخارج، علما أنها كانت تستقبلها سابقا، وذلك خوفا من العقوبات الأميركية، وهو ما يفسر الطلب رجال الأعمال الشيعة في إفريقيا إرسال الأموال بكميات كبيرة، مع وعد بإعادتها في حال “تيسرت الأمور” من جديد، باعتبار أن الحزب كان مساعداً رئيسياً في توسيع أعمالهم.
يضاف إلى ذلك أن الحزب يدير عددًا من الأنشطة الاقتصادية في لبنان، مثل الشركات التجارية والمشاريع الإنشائية والمصانع التي تدرّ دخلاً للتمويل. ولكن في ظل الأزمة الاقتصادية اللبنانية المستمرة، فقدت هذه الأنشطة جزءًا كبيرًا من دخلها.