تحركات عربية وإقليمية للرئيس السوري أحمد الشرع
يعتزم الرئيس السوري، أحمد الشرع، إجراء زيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وتركيا الأسبوع المقبل، بهدف تعزيز العلاقات مع البلدين.
ونقلت وكالة “رويترز” عن وزارة الخارجية السورية، أن الشرع سيقوم بأول زيارة له إلى الإمارات، وثاني زيارة إلى تركيا، وذلك في إطار جهوده المستمرة لحشد الدعم للإدارة الجديدة.
وستكون الإمارات ثاني وجهة خليجية للشرع، بعد زيارته إلى المملكة العربية السعودية في كانون الثاني الماضي، حيث كانت تلك أول رحلة خارجية له منذ توليه الرئاسة في الشهر ذاته. كما سبق أن زار تركيا في شباط الماضي.
وعمل الشرع ومسؤولو الإدارة السورية الجديدة على تعزيز العلاقات مع الزعماء العرب والغربيين، عقب سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول، وتسعى الحكومة الجديدة إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا بشكل كامل.
ومنذ سقوط نظام الأسد، باتت سوريا في حاجة ماسة إلى تخفيف العقوبات من أجل إنعاش الاقتصاد المنهار جراء نحو 14 عاماً من الحرب. وكانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي قد فرضوا عقوبات صارمة على أفراد وشركات وقطاعات كاملة من الاقتصاد السوري، في محاولة للضغط على النظام السابق بسبب انتهاكاته وسياساته القمعية.
رسائل طمأنة
وكان رئيس المرحلة المؤقتة في سوريا أحمد الشرع قد وجه في لقاء مع صحيفة “الشرق الأوسط”، رسالة إلى دول الخليج والبلدان العربية “الوازنة”.
حيث أكد أن “الثورة السورية انتهت مع سقوط النظام ولن نسمح بتصديرها إلى أي مكان آخر”، مشددا على أن بلاده “لن تكون منصة لمهاجمة أو إثارة قلق أي دولة عربية أو خليجية مهما كان”.
وأضاف الشرع: “ما قمنا به وأنجزناه بأقل الأضرار والخسائر الممكنة… أعاد المشروع الإيراني في المنطقة 40 سنة إلى الوراء”، على حد تعبيره.
وعبر الشرع عن تطلعه إلى “الحالة التنموية المتقدمة التي وصلت إليها بلدان الخليج ونطمح إليها لبلدنا”، مردفا: “المملكة العربية السعودية وضعت خططا جريئة جدا ولديها رؤية تنموية نتطلع إليها أيضا، ولا شك أن هناك تقاطعات كثيرة مع ما نصبو إليه، ويمكن أن نلتقي عندها، سواء من تعاون اقتصادي أو تنموي أو غير ذلك”.
واستطرد الشرع: “عندما استعيدت بوادر العلاقات العربية مع النظام السابق وعودته إلى جامعة الدول العربية مقابل تقديمه بعض التنازلات، كنا واثقين من فشل ذلك مسبقا لمعرفتنا بأن هذا النظام لن يقدم أي تنازل ولن يستقبل هذه البادرة بحسن نية. بل تسرب إلينا عن لقاء مع الطرف الأردني الذي سأل لماذا الإصرار على تصدير الكبتاغون إليهم، فكانت الإجابة أنه لن يتوقف ما لم تُرفع العقوبات عنه”. وهذه ليست طريقته، على حد قوله.
وأكمل القائد العام للإدارة السورية الجديدة: “اليوم نقول إن الأمن الاستراتيجي الخليجي أصبح أكثر أمنا وأمانا لأن المشروع الإيراني في المنطقة عاد 40 سنة إلى الوراء”.