Advertisement
وأضاف: "لمواصلة دعم حزب الله، مع التركيز على الدعم المالي والعسكري، اضطر الإيرانيون إلى إعادة حساب مسارهم. وبالتعاون مع حزب الله، بدأ الإيرانيون على ما يبدو، في ابتكار طرق بديلة لممر جديد لتسهيل نقل الأموال والأسلحة. بعض هذه الطرق استُخدمت سابقاً، وللإيرانيين معرفة وخبرة مسبقة، هذا بالإضافة إلى المعرفة والخبرة الواسعة المكتسبة من تشغيل الممر الإيراني الأصلي، الممتد لأكثر من 1800 كيلومتر، عبر العراق وسوريا إلى لبنان".
- الطريق البحري المشترك (بحري - بري - بحري): يشمل هذا الطريق طريقاً بحرياً من إيران إلى السودان، ومن السودان، براً (ليبيا/مصر) إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، ومن ساحل البحر الأبيض المتوسط (ليبيا/مصر)، يستمر الطريق عبر البحر الأبيض المتوسط إلى لبنان.
وتستغل إيران حالة الفوضى في السودان لتعزيز تدخلها ونفوذها فيه. وفي تقديرنا، ازداد الاهتمام الإيراني بالسودان في ظل إغلاق الممر البري/الجوي/البحري عبر سوريا، وما نتج عنه من ضرر استراتيجي جسيم للنشاط والنفوذ الإيراني في سوريا.
ويبدو أن إيران مهتمة بإحياء الخيار السوداني كممر بديل محتمل، هذه المرة إلى لبنان، على غرار استخدامها السابق (بلغ نشاطها ذروته قبل حوالى 15 عاماً) للمنطقة الجغرافية السودانية كمنطقة مهمة لتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة.
ولتحقيق هذا الهدف، بعد المرور عبر السودان، يمكن لإيران استخدام منطقتين جغرافيتين في بلدين: ليبيا، وهو احتمال كبير، ومصر، وهو احتمال أقل، وفق معهد "ألما".
وذكر التقرير أن تهريب الأسلحة من إيران إلى غزة كان يجري مروراً بالسودان ومن هناك إلى مصر، وشبه جزيرة سيناء، ومن هناك عبر معبر رفح المصري (ممر فيلادلفيا) إلى قطاع غزة (رفح غزة)، عبر الأنفاق والمعابر البرية. وبهذه الطريقة، هرّبت إيران مئات الصواريخ، ومئات قذائف الهاون، وعشرات الصواريخ المضادة للدبابات، وأطنانًا من المتفجرات إلى قطاع غزة.
إلى ذلك، وجد التقرير أن "الفضاء الجغرافي الليبي قد يكون أكثر ملاءمة لنشاط ممر التهريب الإيراني، ومن المحتمل أن يُفضّله الإيرانيون على الخيار المصري"، وأضاف: "كذلك، فإنَّ الحدود المشتركة بين السودان وليبيا، والتي يبلغ طولها حوالى 450 كيلومتراً، غير خاضعة للرقابة في معظمها. وكما هو الحال في مصر، فإن معظم منطقة حركة المرور في ليبيا، من الحدود مع السودان باتجاه البحر الأبيض المتوسط، منطقة قاحلة وغير خاضعة للرقابة".
وأردف: "يُسيطر الجنرال خليفة حفتر على شرق ووسط ليبيا، وهي منطقة مُحتملة لمسار التهريب الإيراني. وفي حال تمكّن الإيرانيون من تنفيذ مسارات تهريب عبر ليبيا، وبناءً على خريطة السيطرة على أراضي البلاد، فمن المُرجّح أن يكونوا في منطقة تُسيطر عليها قوات الجنرال خليفة حفتر، التي تُسيطر أيضًا على جزء من المنطقة الحدودية مع السودان".
وقال: "على سبيل المثال، يستطيع الإيرانيون السفر من الحدود السودانية الليبية إلى منطقة الجوف - الكفرة جنوب شرق ليبيا. ومن هناك، يتجهون مباشرةً نحو منطقة أجدابيا، قرب الساحل الليبي، جنوب غرب بنغازي. مع هذا، يحظى حفتر أيضاً بدعم الروس الذين تدعمهم إيران بأسلحة إيرانية في الحرب ضد أوكرانيا".
وتابع: "ليبيا اليوم دولة منقسمة، وتتمتع باستقرار أقل بكثير من مصر في مجالات عديدة سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية. كذلك، يُعدّ عدم الاستقرار بيئة مثالية للإيرانيين لترسيخ وجودهم. وسيكون من الأسهل عليهم العمل على الأراضي الليبية أكثر من الأراضي المصرية، وتكتسب هذه الميزة أهمية خاصة في حال انكشاف أنشطتهم. وفي إدارة المخاطر، يُفضّل أن يكون الإيرانيون مكشوفين في ليبيا أكثر من مصر، ومن الواضح أن ضررهم من الانكشاف سيكون أكبر من المصريين منه من الليبيين".