تحذيرات تلوّح بضربة عسكرية… وحزب الله يرفع السقف - خليج نيوز

تتواتر التحذيرات في أوساط عربية ودولية من إمكانية إقدام إسرائيل على توجيه ضربة عسكرية محدودة ضد "حزب الله" خلال الأيام المقبلة، في مشهد يتجاوز حدود الاشتباك التقليدي ليحمل رسائل سياسية وعسكرية في أكثر من اتجاه، أبرزها الطاولة التفاوضية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران.

Advertisement


هذا التصعيد المحتمل يأتي في توقيت بالغ الحساسية، حيث رفع "حزب الله" مستوى خطابه السياسي والعسكري، مؤكداً رفضه المطلق لأي نقاش أو مساومة تتعلق بسلاحه، ومشدداً على موقعه كركيزة أساسية في محور المقاومة. الحزب يبدو حازماً في موقفه، واضعاً خطوطاً حمراء لا تقبل التفاوض، تزامناً مع ما يبدو كتحرك ميداني إسرائيلي لإعادة ضبط قواعد الاشتباك شمالًا.

بحسب مصادر عربية مطّلعة، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدرس توجيه ضربة محسوبة لـ "حزب الله" بهدف توجيه رسالة ردعية، ولكن من دون الانجرار إلى حرب شاملة. هذه الضربة، إن حصلت، ستكون جزءًا من محاولة إسرائيلية لتثبيت خطوط حمراء جديدة في الجنوب اللبناني، وربما استباق أي مخرجات قادمة من الحوار الأميركي– الإيراني حول ملفات تتقاطع مع نفوذ "الحزب" في المنطقة.

في هذا السياق، يبرز سؤال جوهري تطرحه بعض الأوساط العسكرية: ما الذي تبقّى لإسرائيل لتستهدفه ضدّ "حزب الله"؟ 

تقول المصادر أنّ الواقع الميداني يشير إلى أن بنك الأهداف الإسرائيلي في لبنان يعاني من "جفاف استراتيجي" غير مسبوق. البنية العسكرية لـ"حزب الله" لم تعد تعتمد على مقارّ تقليدية أو بنى تحتية قابلة للرصد والاستهداف بسهولة، بل تحولت إلى شبكة ديناميكية مرنة، مخفية بذكاء شديد بين الطبيعة الجغرافية يصعب استهدافها من الجو أو حتى بالوسائل الاستخباراتية.

ومع انتشار تقارير تفيد بأن العديد من الضربات الإسرائيلية السابقة أصابت أهدافاً فارغة أو غير حيوية، تجد إسرائيل نفسها أمام معضلة حقيقية: إمّا ضرب أهداف بلا قيمة، ما يعني إظهار العجز وفقدان القدرة على التأثير، أو الامتناع عن الضرب، ما يُفسَّر كإقرار بميزان ردع جديد فرضه "الحزب"، الامر الذي من شأنه أن يُضعف موقف تل أبيب داخلياً وخارجياً.

ولعلّ هذا الوضع يجعل إسرائيل في موقع سياسي وعسكري حرج، وربما يُفسّر تصاعد نبرة التهديد الإعلامي كمحاولة لملء فراغ الفعل بعنف اللغة. لذلك فإنّ رئيس حكومة العدوّ بنيامين نتنياهو، المحاصر بأزمات داخلية متراكمة، قد يرى في التصعيد المحدود فرصة لتحسين واقعه السياسي، لكنّه يعي تماماً أن أي انزلاق غير محسوب قد يفتح جبهة شاملة لا يستطيع احتواءها، خاصة في ظل التزام "حزب الله" الواضح بالرد على أي استهداف مباشر.

مما لا شكّ فيه أنه لا يمكن عزل هذا التوتر الحاصل عن مسار التفاوض غير المباشر الجاري بين واشنطن وطهران، حيث يشكّل لبنان ورقة من أوراق الضغط المتبادلة. وفي هذا المشهد، يبدو "حزب الله" حريصاً على تثبيت معادلة واضحة: السلاح خارج النقاش، والميدان تحت السيطرة، والردّ حاضر متى اقتضت الضرورة.

بالنتيجة، المشهد اللبناني أمام احتمالين لا ثالث لهما: إما ضربة رمزية هدفها سياسي أكثر مما هو عسكري، تُواجَه بردّ محسوب ضمن معادلات الردع القائمة، أو انزلاق غير محسوب إلى مواجهة أوسع، قد تكون إسرائيل أول من يدفع ثمنها، خاصة في ظل عجزها الفاضح عن إنتاج بنك أهداف حقيقي.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق قانون إصلاح المصارف ينصف صغار المودعين ويقلق كبارهم.. خبير يقرأ في إيجابياته وسلبياته - خليج نيوز
التالى هذا ما تحتاج إليه الحكومة لكسب ثقة الناس - خليج نيوز