فعلاً، لبنان بلد التناقضات. ففي حين لم تمرّ أسابيع قليلة على انتشار ترند alo-pilates- matcha التي تشير إلى حياة الرفاه التي يعيشها البعض، نجد في المقلب الآخر أن تسوّق الملابس المستعملة بات "موضة" بحد ذاتها. فقد أصبحت الملابس المستعملة خيارًا شائعًا ومناسبًا للكثيرين، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع الأسعار، وذلك منذ أزمة الـ2019.
في معظم المناطق، يتعثر المرء بمحال بيع الملابس بالكيلو، حتى أن "البالة" استعادت عزّها بفضل خسارة المواطنين القدرة الشرائية، ناهيك عن محال الـoutlet التي باتت بدورها عنواناً للموضة والتسوق في لبنان.
إلا أن فكرة شراء الملابس المستعملة إشتهرت أكثر عبر مواقع التواصل الإجتماعي وهي نتيجة "الحاجة أم الإختراع"، نظراً لحاجة الكثيرين والكثيرات لمصدر دخل إضافي أو حتى وحيد في خضمّ أزمة غير مسبوقة، دفعت بالبعض لعدم تحمل كلفة التبضع في المحال المعروفة أو في الأسواق التجارية.
يارا، أم لولدين، روت لـ"لبنان 24" قصتها مع شراء ثياب مستعملة لها ولزوجها وطفليها. وأشارت إلى أن القصة بدأت في العام 2023، حينما كانت عاطلة عن العمل ودخل زوجها بالكاد يكفي لتأمين الطعام والحاجيات الأساسية للمنزل.
وقالت: "خجلت بداية من فكرة شراء ثياب مستعملة، حتى أنني احسست بالذنب تجاه طفليّ لأنني لم أرد لهما يوماً هكذا وضع ماديّ، إلا أنني فكرت لاحقاً أن شراء قطعة مستعملة ولكن بحال جيدة أفضل من عدم شراء أي شيء".
وأضافت أن ما ساعدها في اللجوء إلى هذه الخطوة هو أنها بالطبع ليست الوحيدة التي ستشتري ثياباً مستعملة، مشيرة إلى أنها تبحث عن القطع المرتبة وبحال جيدة من دون أن يكون فيها أي تمزق أو تشوّه، وأعربت عن سعادتها لقدرتها على شراء أكثر من قطعة لأفراد عائلتها.
أما لميس، وهي صاحبة متجر عبر "إنستاغرام" تبيع من خلاله ثياباً مستعملة بحالة جيدة، فأكدت لـ"لبنان 24" أنه في البداية كان فقط الفقراء أو من ضاقت بهم الأحوال هم من يشترون منها، إلا أن اليوم بات الزبائن من مختلف الطبقات الإجتماعية على حد تعبيرها.
وقالت: "يفضّل كثر شراء قطعة ملابس جميلة من دون دفع مبالغ طائلة، خاصة وأن البضائع التي نبيعها في المحل تخضع لفحص جدي لكشف أي عملية "ترقيع"، بهدف توفير الخدمة الأفضل، فضلاً عن غسل جميع القطع وتعقيمها وكيّها قبل تسليمها للزبائن".
وأكدت لميس أن فكرة بيع وشراء الثياب المستعملة رائجة جداً في كل دول العالم، حتى أنه في الخارج يلجأ إليها الأثرياء أيضاً، مشددة على أن الفكرة باتت تلقى استحساناً أكبر في لبنان يوماً بعد يوم.
وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أنه في الولايات المتحدة الأميركية، تشهد سوق الملابس والسلع المستعملة انتعاشاً واضحاً، بسبب ارتفاع الأسعار الناتج من الرسوم الجمركية الجديدة على الواردات الصينية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ومع ارتفاع الأسعار عبر منصات "شي إن" Shein على سبيل المثال، يتجه المستهلكون الأميركيون نحو تطبيقات مثل ThredUp وPoshmark وDepop وeBay للعثور على بدائل أرخص، بحيث يُنظر إلى سوق السلع المستعملة كبديل أكثر استدامة وكفاءة في ظل هذه الظروف.
وفي الختام، ليس جديداً على اللبناني أن يخلق مساحة من الأمل من حوله تحميه من الظلام الذي يصرّ أهل السياسة على إقحامه فيها. وبانتظار عودة الإزدهار والبحبوحة إلى أيدي الجميع، تبقى الحلول التي يخترعها المواطنون لتأمين حياتهم، الخيار الأفضل والأضمن لهم.
Advertisement
إلا أن فكرة شراء الملابس المستعملة إشتهرت أكثر عبر مواقع التواصل الإجتماعي وهي نتيجة "الحاجة أم الإختراع"، نظراً لحاجة الكثيرين والكثيرات لمصدر دخل إضافي أو حتى وحيد في خضمّ أزمة غير مسبوقة، دفعت بالبعض لعدم تحمل كلفة التبضع في المحال المعروفة أو في الأسواق التجارية.
يارا، أم لولدين، روت لـ"لبنان 24" قصتها مع شراء ثياب مستعملة لها ولزوجها وطفليها. وأشارت إلى أن القصة بدأت في العام 2023، حينما كانت عاطلة عن العمل ودخل زوجها بالكاد يكفي لتأمين الطعام والحاجيات الأساسية للمنزل.
وقالت: "خجلت بداية من فكرة شراء ثياب مستعملة، حتى أنني احسست بالذنب تجاه طفليّ لأنني لم أرد لهما يوماً هكذا وضع ماديّ، إلا أنني فكرت لاحقاً أن شراء قطعة مستعملة ولكن بحال جيدة أفضل من عدم شراء أي شيء".
وأضافت أن ما ساعدها في اللجوء إلى هذه الخطوة هو أنها بالطبع ليست الوحيدة التي ستشتري ثياباً مستعملة، مشيرة إلى أنها تبحث عن القطع المرتبة وبحال جيدة من دون أن يكون فيها أي تمزق أو تشوّه، وأعربت عن سعادتها لقدرتها على شراء أكثر من قطعة لأفراد عائلتها.
أما لميس، وهي صاحبة متجر عبر "إنستاغرام" تبيع من خلاله ثياباً مستعملة بحالة جيدة، فأكدت لـ"لبنان 24" أنه في البداية كان فقط الفقراء أو من ضاقت بهم الأحوال هم من يشترون منها، إلا أن اليوم بات الزبائن من مختلف الطبقات الإجتماعية على حد تعبيرها.
وقالت: "يفضّل كثر شراء قطعة ملابس جميلة من دون دفع مبالغ طائلة، خاصة وأن البضائع التي نبيعها في المحل تخضع لفحص جدي لكشف أي عملية "ترقيع"، بهدف توفير الخدمة الأفضل، فضلاً عن غسل جميع القطع وتعقيمها وكيّها قبل تسليمها للزبائن".
وأكدت لميس أن فكرة بيع وشراء الثياب المستعملة رائجة جداً في كل دول العالم، حتى أنه في الخارج يلجأ إليها الأثرياء أيضاً، مشددة على أن الفكرة باتت تلقى استحساناً أكبر في لبنان يوماً بعد يوم.
وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أنه في الولايات المتحدة الأميركية، تشهد سوق الملابس والسلع المستعملة انتعاشاً واضحاً، بسبب ارتفاع الأسعار الناتج من الرسوم الجمركية الجديدة على الواردات الصينية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ومع ارتفاع الأسعار عبر منصات "شي إن" Shein على سبيل المثال، يتجه المستهلكون الأميركيون نحو تطبيقات مثل ThredUp وPoshmark وDepop وeBay للعثور على بدائل أرخص، بحيث يُنظر إلى سوق السلع المستعملة كبديل أكثر استدامة وكفاءة في ظل هذه الظروف.
وفي الختام، ليس جديداً على اللبناني أن يخلق مساحة من الأمل من حوله تحميه من الظلام الذي يصرّ أهل السياسة على إقحامه فيها. وبانتظار عودة الإزدهار والبحبوحة إلى أيدي الجميع، تبقى الحلول التي يخترعها المواطنون لتأمين حياتهم، الخيار الأفضل والأضمن لهم.