Advertisement
وبحسب الصحيفة، "أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤخرا المكانة التي ينبغي أن تحتلها أوكرانيا ما بعد الحرب في إطار البنية الأمنية الأوروبية. وقال إن روسيا "اعترفت بسيادة أوكرانيا في عام 1991، على أساس إعلان الاستقلال الذي تبنته أوكرانيا عندما انسحبت من الاتحاد السوفييتي". وأضاف لافروف: "كانت إحدى النقاط الرئيسية بالنسبة لروسيا في الإعلان هي أن أوكرانيا ستكون دولة غير تابعة لتكتل أو تحالف، ولن تنضم إلى أي تحالفات عسكرية... وبناء على هذه الشروط، فإننا ندعم سلامة أراضي أوكرانيا". وحتى عام 2014، كان الحياد جزءًا من دستور أوكرانيا بالفعل على الرغم من أن الحكومات في كييف انتهكت هذا بالفعل من خلال السعي إلى عضوية الناتو".
وتابعت الصحيفة، "إن أحد البدائل للعضوية الرسمية في حلف شمال الأطلسي هو وجود قوة "حفظ سلام" كبيرة ومسلحة جيدًا مقدمة من الدول الأوروبية ومقرها في أوكرانيا، وفي الحقيقة لقد نوقش هذا مؤخرًا. وفي كانون الأول، اجتمع مسؤولون من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وأوكرانيا لمناقشة الضمانات الأمنية المحتملة لأوكرانيا. ويقول المسؤولون المطلعون على المحادثات إن "أي قوات أوروبية على الأرض ستكون جزءًا من قوة محددة لحفظ السلام أو مراقبة وقف إطلاق النار ولن تكون عملية تابعة لحلف شمال الأطلسي". ولكن في الممارسة العملية، ستكون هذه عملية تابعة لحلف شمال الأطلسي في كل شيء باستثناء الاسم، لأن كل الدول المساهمة ستكون من حلف شمال الأطلسي، ولذلك أوضحت الحكومة الروسية أنها سترفض هذه الفكرة".
وأضافت الصحيفة، "رغم أن إدارة ترامب تدرس هذه الفكرة، فإنها سترفضها بالتأكيد في النهاية. فكما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، "أوضح المسؤولون الفرنسيون أن الفكرة ستحتاج إلى نوع من الدعم الأميركي". ووفقا لصحيفة فايننشال تايمز، قال مسؤولون مطلعون على محادثات كانون الأول بشأن الخيارات الأمنية إن "الضمانات الأمنية الملزمة من العواصم الأوروبية التي قد تشركها في حرب مع روسيا إذا تعرضت أوكرانيا للهجوم مرة أخرى غير قابلة للتطبيق دون ضمان بأن الولايات المتحدة ستدعم هذه الجيوش الأوروبية". وفي الواقع، لن تقدم إدارة ترامب مثل هذه الضمانات أبدا ولا ينبغي لها أن تفعل، لأنه في حالة اندلاع حرب جديدة فإن هذا من شأنه أن يترك الولايات المتحدة مع الاختيار بين الإذلال التام والحرب المباشرة مع روسيا، وهو ما ينطوي على خطر شديد بالإبادة النووية. واستبعدت الدول الأوروبية الرئيسية بالفعل المشاركة في مثل هذه القوة ما لم توافق عليها روسيا، وهو ما لن تفعله".
وبحسب الصحيفة، "إن أحد الخيارات التي نوقشت هو ما يسمى "النموذج الإسرائيلي"، أو الحياد المسلح بشكل كبير، فإسرائيل، على الرغم من تسليحها ودعمها القوي من جانب الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية، ليست حليفة للولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي. وقد يكون هذا مقبولاً بالنسبة لروسيا إذا كانت الأسلحة الموردة للغرب دفاعية، ولكن في روسيا، تواجه أوكرانيا خصماً أشد قوة إلى حد كبير من أي خصم واجهته إسرائيل على الإطلاق. إن أحد الإجابات الجزئية على هذا الموقف الصعب يتلخص في حث الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ككل على تأييد تسوية السلام. وفي حين رفضت الغالبية العظمى من البلدان الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا، فإنها أيضاً لا تريد هذه الحرب ولا تريد استئنافها. وبما أن موسكو جعلت التواصل مع ما تسميه "الأغلبية العالمية" جزءاً أساسياً من استراتيجيتها الدبلوماسية، فإنها لن تكون راغبة على الإطلاق في تنفير هذه الأغلبية من خلال بدء حرب جديدة".
وتابعت الصحيفة، "في النهاية، فإن الضمانة القوية الوحيدة للسلام في أوكرانيا وبين روسيا والغرب ستكون بنية أمنية جديدة تعمل بمرور الوقت على تقليل الخوف وانعدام الثقة بينهما. وطالما أن روسيا موجودة، فإن احتمال العدوان الروسي على أوكرانيا سيظل قائمًا، وطالما أن الولايات المتحدة موجودة، فستكون هناك إمكانية لإدارة أميركية مستقبلية لإطلاق حملة صليبية جديدة ضد روسيا".
0 تعليق