السلاح النووي الإيراني خطر يتجدد
تحدثت مصادر استخباراتية أمريكية، عن وجود مساع إيرانية لاتخاذ نهج أسرع لتطوير الأسلحة النووية، لكن طهران لم تقرر ذلك بعد بشكل نهائي، بانتظار إذا ما تمكنت من التفاوض مع الإدارة الأمريكية.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن المعلومات الاستخباراتية تم جمعها خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وتم إبلاغ فريق الرئيس الحالي دونالد ترامب بها.
وحذر تقييم الاستخبارات الأمريكية، من أن مهندسي الأسلحة والعلماء الإيرانيين، يبحثون عن طريقة مختصرة تمكنهم من تحويل مخزونهم المتزايد من الوقود النووي إلى سلاح قابل للتطبيق في غضون أشهر، بدلا من عام أو أكثر.
يأتي هذا، في وقت يزور فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو واشنطن لإجراء محادثات مع ترامب، حيث من المتوقع وفقا لمراقبين، أن يستكشف كيفية مواجهة الطموح النووي.
وأدت الضربات الإسرائيلية التي شنت قبل أشهر، إلى تقويض الدفاعات الصاروخية والقدرات النووية الإيرانية.
وتتعزز التكهنات خصوصا، أن الزعيمين تجمعهما علاقة جيدة.
أسابيع معدودة
وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق وليام بيرنز، قد قال نهاية العام الماضي، إنه لا يوجد دليل على أن إيران قررت بناء سلاح نووي، وإذا فعلت ذلك، فمن المرجح أن تتمكن الولايات المتحدة وحلفاؤها من اكتشاف مثل هذه الخطوة بعد وقت قصير من اتخاذها.
وفي حديثه في مؤتمر سيفر بريف الأمني في سي آيلاند بولاية جورجيا، قال بيرنز إن إيران تقدمت ببرنامجها النووي من خلال تخزين اليورانيوم المخصب إلى مستويات قريبة من مستويات الأسلحة
ونتيجة لهذا، يمكن لإيران تأمين ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة ذرية إذا اختارت ذلك، وسيكون هناك وقت أقل للعالم الخارجي للرد، كما قال.
وقال بيرنز عن المرشد علي خامنئي: “لا، لا نرى اليوم أدلة على أن المرشد قد عكس القرار الذي اتخذه في نهاية عام 2003 بتعليق برنامج التسلح”، وفقا لشبكة إن بي سي الإخبارية الأميركية.
وقال إن طهران طورت وسائل توصيل وإطلاق لسلاح نووي محتمل من خلال بناء ترسانتها الصاروخية، مضيفا أنه منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 بين طهران والقوى الكبرى في عام 2018، أصبحت “في وضع أقرب بكثير لإنتاج قنبلة من المواد المخصبة لسلاح واحد”.
المشروع النووي الإيراني
رغم أن طهران تُصر على أن برنامجها النووي ذو طبيعة سلمية بحتة، فإن سياستها النووية تعد واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ويُعتبر برنامجها النووي جزءا لا يتجزأ من العقيدة الدفاعية، إذ تسعى الجمهورية الإسلامية من خلاله إلى تحقيق أهداف متعددة تتعلق بالأمن القومي والسيادة والردع، وذلك ضمن معادلة القوة والتوازن الإقليمي.
ويدرك القادة الإيرانيون أن برنامجهم النووي يوفر لإيران ورقة ضغط إستراتيجية، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، ومع أنها تبدي عدم نيتها تصنيع أسلحة نووية، إلا أن القدرات التقنية والعلمية التي تطورها في هذا المجال تمنحها نفوذا يمكن استخدامه ضمن الردع الشامل، في وجه التهديدات المحتملة من قِبل الخصوم الإقليميين والدوليين.
وبدأ البرنامج النووي الإيراني خمسينيات القرن الماضي بتعاون إستراتيجي بين طهران والدول الغربية، لكن هذا التعاون انتهى بعد انتصار الثورة الإيرانية عام 1979، فانسحبت الشركات الغربية من المشاريع النووية، وتجمّد البرنامج لفترة قصيرة.
ومع تصاعد الحرب العراقية وامتناع دول عن تزويد طهران بالأسلحة، تغيرت مواقف قيادة الثورة وسمحت باستئناف البحوث النووية، وخلال التسعينيات، بحثت طهران عن حلفاء جدد، فتعاونت معها روسيا، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كشفت عام 2003 عن منشآت نووية غير معلنة، وهو ما صعّد الخلافات بين طهران والغرب.
0 تعليق