سازگارا لأخبار الآن : زلزال سقوط الأسد يهز عرش خامنئي ويفكك شبكات إيران - خليج نيوز

لم يكن سقوط بشار الأسد مجرد تغيير سياسي في سوريا، بل كان زلزالًا استراتيجياً هزّ أركان النفوذ الإيراني في المنطقة. في مقابلة خاصة مع “أخبار الآن“، كشف الصحفي الإيراني البارز وأحد مؤسسي الحرس الثوري، محسن سازگارا، عن الكيفية التي ضرب بها هذا الحدث قلب المشروع الإيراني، مُحدثًا مفاجأة لم تكن في حسبان القوى الإقليمية والدولية. فما الذي يعنيه كل ذلك لمستقبل إيران؟

تداعيات سقوط الأسد على إيران

أخبار الآن أجرت لقاء مع الصحفي الإيراني وأحد مؤسسي الحرس الثوري الإيراني, محسن سازگارا الذي أشار عن المفاجأة التي أحدثها سقوط بشار الأسد، حيث لم تكن الدول الكبرى، تتوقع انهياره بهذه السرعة والتأثير السلبي لسقوط الأسد على إيران، حيث فقدت طهران أهم حليف إقليمي لها، مما شكل ضربة قاسية لنفوذها.

قال:”سقوط بشار الأسد كان زلزالًا غير متوقع في المنطقة. برأيي، لم تكن إسرائيل، ولا أمريكا، ولا حتى تركيا التي دعمت “تحرير الشام”، تتوقع أن ينهار نظام الأسد خلال 11 يومًا، وأن يتحد الشعب والقوات المسلحة بهذه السرعة، لينتهي حكم الديكتاتور الدموي بهذه السهولة”.

سازگارا لأخبار الآن : زلزال سقوط الأسد يهز عرش خامنئي ويفكك شبكات إيران

 

“هذا الزلزال السياسي امتدّ إلى إيران أيضًا، حيث فقد خامنئي أحد أهم حلفائه الإقليميين، سوريا، التي كانت قاعدة نفوذه لعقود. هذا السقوط مثل المسمار الأخير في نعش النفوذ الإقليمي للقوات الإيرانية الوكيلة”.

الشبكة الإيرانية في المنطقة: تعدد الأذرع وضعف التنسيق

يوضح سازگارا أنّ إيران تعتمد على شبكة معقدة من الوكلاء، لكن هذه الشبكة ليست موحدة، ما أدى إلى ضعفها وتراجع تأثيرها قائلاً: ” إيران تعتمد على شبكة متعددة الأذرع في المنطقة، حيث لكل ذراع وظيفة محددة، لكنها جميعًا تتصل مباشرة بخامنئي. هناك القسم الاقتصادي، وقسم التهريب التابع للحرس الثوري، والجناح الصاروخي، والجناح الاستخباراتي والأمني. “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري هو المسؤول عن العمليات الخارجية وتمويل الجماعات المسلحة مثل حزب الله في لبنان، لكن حتى هذا الدعم يواجه صعوبات كبيرة داخل حزب الله نفسه، هناك انقسامات، وفي العراق، أجبرت الحكومة، تحت ضغط أمريكي، على الحد من نفوذ “الحشد الشعبي”.

وتابع: “في سوريا، فقدت إيران آخر قواعدها المهمة، ولم يبق أمامها سوى محاولات لإشعال الفوضى عبر تمويل عمليات إرهابية وعرقلة استقرار الحكومة الجديدة. الحوثيون في اليمن أيضًا في وضع صعب، مما يعني أن النفوذ الإيراني في المنطقة يتراجع بشكل كبير”.

وأشار سازگارا في حديثه مع أخبار الآن إلى الأهمية الاستراتيجية لباب المندب، وكيف تحاول إيران تعزيز نفوذها هناك عبر دعم الحوثيين وجماعات أخرى.

قال: “التوترات في البحر الأحمر ومنطقة باب المندب تعكس استراتيجية أوسع لإيران، التي تسعى منذ سنوات إلى توسيع نفوذها في هذه الممرات الاستراتيجية. يربط باب المندب بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، وهو ممر بحري بالغ الأهمية، حيث تمر منه أكثر من 14% من التجارة العالمية، وليس النفط فقط”.

سازگارا لأخبار الآن : زلزال سقوط الأسد يهز عرش خامنئي ويفكك شبكات إيران

“تحاول إيران تعزيز وجودها من خلال دعم الحوثيين في اليمن، والتعاون مع جماعات في السودان والصومال. كما سعت لتأسيس قاعدة في جيبوتي، لكنها فشلت بسبب الضغوط الأوروبية واليابانية. في الوقت نفسه، روسيا لديها طموحات في المنطقة، حيث تدعم بعض الفصائل المسلحة في السودان بهدف السيطرة على الممر البحري الاستراتيجي”.

النفوذ الخفي لموسكو داخل طهران

يشير  إلى مدى النفوذ الروسي داخل النظام الإيراني، وكيف تسيطر موسكو على العديد من مفاصل الدولة في طهران، مما يجعل إيران شريكًا تابعًا أكثر من كونها حليفًا متكافئًا.

قال: “إيران تستفيد من دعم الصين وروسيا، لكنها في المقابل دفعت ثمن هذا التحالف من خلال فقدان استقلالية قراراتها الاستراتيجية، حيث أصبح لموسكو تأثير هائل على دوائر صنع القرار في طهران، خصوصًا داخل الحرس الثوري، والأجهزة الأمنية، والإعلام الرسمي. طوال العقود الأربعة الماضية، عملت روسيا بشكل منهجي على تعميق نفوذها داخل المؤسسات الإيرانية، مستخدمة أدوات متعددة مثل التعاون العسكري، والدعم الاستخباراتي، والتغلغل في الإعلام والسياسة الخارجية الإيرانية”.

مستقبل إيران في ظل التحديات الداخلية والخارجية

وحول مستقبل إيران في المرحلة القادمة أوضح سازگارا الضغوط التي يواجهها النظام الإيراني، والتشابه بين وضعه الحالي ونهاية الاتحاد السوفييتي.

قال:” رغم كل هذه التحديات، تحاول إيران الحفاظ على شبكاتها الإرهابية، وتهريب المخدرات عبر مسارات تمتد من كابول إلى كاراكاس، إلى جانب الخلايا النائمة في الغرب. داخليًا، تستمر في قمع المعارضين، بينما تستخدم مشروعها النووي كورقة ضغط. لكن، كما حدث مع الاتحاد السوفييتي، يواجه النظام الإيراني ضغوطًا متزايدة، وقد يصل إلى لحظة انهيار غير متوقعة، حين تتفكك ركائزه تحت وطأة الأزمات الداخلية والخارجية”.

في ظل هذه التحديات المتصاعدة، تبدو إيران عالقة بين مطرقة الضغوط الخارجية وسندان الانقسامات الداخلية، مما يجعل مستقبلها محفوفًا بالمخاطر. سقوط نظام بشار الأسد لم يكن مجرد نكسة سياسية لطهران، بل كان بداية لانحسار نفوذها الإقليمي، حيث تواجه شبكاتها ووكلاؤها تحديات غير مسبوقة. وبينما تحاول إيران التمسك بأوراقها الأخيرة، سواء عبر تصعيد الأزمات الإقليمية أو توظيف مشروعها النووي، يبقى السؤال الأكبر: هل يستطيع النظام الإيراني الصمود في وجه العواصف القادمة، أم أن زلزال سقوط الأسد سيكون مجرد بداية لانهيارات أخرى تضرب أركانه من الداخل والخارج؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق "حزب الله" ينجح في اختبار التشييع.. مشهد مهيب يكرّس الحضور! - خليج نيوز
التالى في الذكرى الثالثة لغزو أوكرانيا.. زيلينسكي مستعد للتخلي عن الرئاسة بشرط - خليج نيوز