مقتدى الصدر يدعو أتباعه إلى تحديث بياناتهم الانتخابية
خطوة مفاجئة، وبعد انعزاله وابتعاده عن العمل السياسي.. بدأ رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في إعداد العدة والتجهيز للمرحلة السياسية المقبلة، حيث دعا اتباعه الذين يقدر عددهم بالملايين إلى تحديث بياناتهم الانتخابية، مما يثير التكهنات حول استعداده للعودة إلى الساحة السياسية بعد غياب دام نحو عامين.
دعوة الصدر هذه جاءت بعد انسحابه من العملية السياسية في منتصف عام 2022، احتجاجًا على ما قال وقتها إنه فساد مستشر في الأوساط السياسية، بعد أن كان قد سحب نوابه الذين فازوا بأغلبية مقاعد البرلمان في انتخابات 2021.
مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، الدكتور غازي فيصل أكد، أن زعيم التيار الوطني الشيعي (التيار الصدري) مقتدى الصدر لن يواصل عزلته السياسية وسيعود لمعارضة الإطار التنسيقي خلال المرحلة المقبلة.
وتابع انه “يبدو أن الصدر لن يستمر في المقاطعة المستمرة بل سيستمر التيار الوطني الشيعي كمعارضة سياسية سلمية تتبنى برنامج للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، كما تبنى ملاحظات نقدية عميقة للأخطاء التي ارتكبها الإطار التنسيقي الشيعي، ونذكر في هذا المجال وقوف التيار الصدري كمعارضة بجانب صفوف ثوار تشرين كما تبنى منهجا داعما للتغيير عبر المطالبة بإلغاء المحاصصة الطائفية وإلغاء الصناديق الاقتصادية واعتماد الكفاءة وليس الحزبية في اختيار الوزراء أو المسؤولين في الدولة”.
وأضاف الدكتور فيصل”كما تبنى مشروع الاغلبية الوطنية وليس الاغلبية الشيعية، مما يتميز به التيار الوطني الشيعي، فمن ناحية جوهرية يتعمق التباين بين الإطار التنسيقي الذي يعتبر نفسه اغلبية شيعية يجب أن تحتكر الحكم وبين التحالف الوطني الشيعي الذي يتبنى تحالف الأغلبية الوطنية بمعنى: الشيعة والسنة والأكراد والتركمان ومختلف الاطياف والمكونات العراقية في تحالف وطني ضمن إطار الدستور”.
تقلبات سياسية
شارك التيار الصدري في حكومة نوري المالكي عام 2010 قبل أن ينسحب بسبب الخلافات.
وفي 2018، تصدرت كتلة “سائرون” الانتخابات، لكنه دعم حكومة عادل عبد المهدي دون تولي منصب تنفيذي، ثم سحب دعمه لها في 2019 إثر احتجاجات تشرين، مما أدى إلى استقالة عبد المهدي.
وفي 2021، حقق التيار فوزًا بـ 73 مقعدًا وسعى إلى تشكيل حكومة “أغلبية وطنية”، لكنه واجه رفض “الإطار التنسيقي”، مما أدى إلى أزمة سياسية انتهت بسحب نوابه من البرلمان في يونيو 2022، قبل أن يقتحم أنصاره مبنى البرلمان في المنطقة الخضراء.
وحلّ محل نواب الصدر المرشحون الخاسرون الحاصلون على أعلى الأصوات في دوائرهم الانتخابية، ما أتاح لخصومه من الإطار التنسيقي تشكيل حكومة محمد شياع السوداني.
وفي 30 أغسطس 2022، دعا الصدر أنصاره للانسحاب من المنطقة الخضراء، وانتهى الاعتصام رسميًا.
ويعتمد الصدر على المناورة السياسية واستخدام الضغط الشعبي لتحقيق أهدافه، دون تحمّل مسؤولية الحكم المباشر.
ومع استمرار الأزمات السياسية في العراق، يبقى التيار الصدري لاعبًا رئيسيًا، قادرًا على العودة إلى المشهد عبر الانتخابات أو تصعيد الاحتجاجات، ما يجعل مستقبله مفتوحًا على جميع الاحتمالات.
ختاما
عودة التيار الصدري قد تأتي مصحوبة بتحالفات جديدة، خاصة مع الكتل التي ستكسب أصواتاً كبيرة في الانتخابات المقبلة، مثل كتلة رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني”.
وربما هذه التحالفات قد ترسم ملامح تحالف كبير، ستظهر معالمه بشكل أوضح خلال الأشهر القليلة المقبلة”.
خاصة أن التيار يعتبر أحد أكبر الكتل الشيعية وزناً وحجماً، ويبدو مستعداً للعودة إلى العملية السياسية لتعويض التوازنات الغائبة وتقويم الأخطاء السابقة”.