الفصائل العراقية المدعومة من إيران تخضع لمطالب ترامب
ما يزال سلاح الفصائل العراقية المدعومة من إيران يثير قلق الولايات المتحدة الأمريكية.. وخلال الأسابيع الماضية تداولت وسائل الإعلام العراقية والعالمية أنباء عن تحرك رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للضغط على هذه الفصائل لنزع سلاحها والاندماج في القوات العراقية والحشد الشعبي.
ونقلت وكالة رويترز عن عشرة من كبار القادة والمسؤولين العراقيين قولهم إن عدة جماعات مسلحة قوية مدعومة من إيران في العراق تستعد لنزع سلاحها لأول مرة لتجنب خطر تصعيد الصراع مع إدارة ترامب الأمريكية.
وتأتي الخطوة لتهدئة التوترات في أعقاب تحذيرات متكررة وجهها مسؤولون أميركيون بشكل خاص للحكومة العراقية منذ تولي ترامب السلطة في يناير/كانون الثاني، بحسب المصادر التي تضم ستة قادة محليين لأربع ميليشيات رئيسية.
قلق من ضربة أمريكية
وأضافوا أن بغداد أبلغت المسؤولين أنه ما لم تتحرك لحل الميليشيات العاملة على أراضيها، فإن أمريكا قد تستهدف هذه الجماعات بضربات جوية.
وقال عزت الشهبندر وهو سياسي شيعي كبير مقرب من الائتلاف الحاكم في العراق لرويترز إن المناقشات بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وعدد من زعماء الميليشيات “متقدمة للغاية” وإن الجماعات تميل إلى الامتثال لدعوات الولايات المتحدة لنزع السلاح.
وأضاف أن “الفصائل لا تتصرف بعناد أو تصر على الاستمرار في شكلها الحالي”، مضيفًا أن الجماعات “تدرك تمامًا” أنها قد تكون مستهدفة من قبل الولايات المتحدة.
من هي هذه الفصائل؟
القادة الستة للميليشيات الذين تمت مقابلتهم في بغداد ومحافظة جنوبية، والذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة الوضع الحساس، ينتمون إلى جماعات كتائب حزب الله، والنجباء، وكتائب سيد الشهداء، وأنصار الله الأوفياء.
وقال قائد كتائب حزب الله، أقوى الميليشيات الشيعية، والذي تحدث من خلف قناع أسود ونظارة شمسية: “ترامب مستعد لنقل الحرب معنا إلى مستويات أسوأ، ونحن نعلم ذلك، ونريد تجنب مثل هذا السيناريو السيئ”.
وقال القادة إن حليفهم الرئيسي وراعيهم، الحرس الثوري الإيراني، منحهم موافقته على اتخاذ أي قرارات يرونها ضرورية لتجنب الانجرار إلى صراع مدمر محتمل مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
وتقود الفصائل المسلحة الشيعية مجتمعة نحو 50 ألف مقاتل وترسانات تشمل صواريخ بعيدة المدى وأسلحة مضادة للطائرات، وفقا لمسؤولين أمنيين يراقبان أنشطة الميليشيات.
وأعلنت ما تسمى بجماعة المقاومة، وهي ركيزة أساسية في شبكة إيران من القوى الإقليمية بالوكالة، مسؤوليتها عن عشرات الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على إسرائيل والقوات الأمريكية في العراق وسوريا منذ اندلاع حرب غزة قبل حوالي 18 شهرًا.
وقال فرهاد علاء الدين مستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية لرويترز ردا على استفسارات بشأن محادثات نزع السلاح إن رئيس الوزراء ملتزم بضمان أن تكون كل الأسلحة في العراق تحت سيطرة الدولة من خلال “حوار بناء مع مختلف الجهات الفاعلة الوطنية”.
تهديد أمريكي لإيران
في 30 مارس الماضي، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديدا واضحا لطهران، متوعدا إياها بـ”قصف غير مسبوق” إذا لم تبد مرونة في ملفها النووي.
وكان ترامب قد صرح في وقت سابق من مارس، بأنه بعث برسالة مباشرة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، أكد فيها تفضيله الحل الدبلوماسي، إلا أنه لم يستبعد الخيار العسكري كبديل.
وفي 19 مارس، كشف موقع أكسيوس الأمريكي، أن الرئيس ترامب حدد مهلة شهرين فقط للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني، ضمن استراتيجيته في ممارسة أقصى درجات الضغط على طهران.
وتأتي هذه التحركات في إطار مساع أمريكية مستمرة لدفع إيران نحو التخلي عن برنامجها النووي، الذي تعتبره واشنطن مهددا لأمن المنطقة، في حين تصر طهران على أنه سلمي بحت ويهدف فقط إلى تطوير قطاع الطاقة.
وفي تطور جديد، كشف رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، عن تفاصيل رد طهران على رسالة ترامب، مؤكدا: “أكدنا في ردنا أننا نسعى للأمن والاستقرار في المنطقة، وتمسكنا بالتقنية النووية نابع من احتياجاتنا السلمية وليس لتصنيع السلاح”.
كما شدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في تصريح سابق، على أن بلاده لن ترضخ للتهديدات، مؤكدا أن إيران سترد على أي تصعيد بنفس الحدة والأسلوب، مضيفا: “نتحرك وفق منطق واضح وأهداف وطنية ثابتة”.