“البوابة إلى دونيتسك”.. لماذا تريد روسيا الاستيلاء على مدينة بوكروفسك الأوكرانية؟ - خليج نيوز

أخبارك 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بوكروفسك هي مركز للطرق والسكك الحديدية في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا

بدأت القوات الروسية تطويق مدينة بوكروفسك ذات الأهمية الاستراتيجية في شرق أوكرانيا بعد الاستيلاء على سلسلة من القرى إلى الجنوب منها وأوقفت أوكرانيا الإنتاج في منجمها الوحيد لفحم الكوك القريب.

وفيما يلي بعض الحقائق الرئيسية عن بوكروفسك، التي يطلق عليها الروس اسم كراسنوارميسك الذي كان سائدا في الحقبة السوفييتية، وعن المعركة من أجل السيطرة عليها.

ما هي بوكروفسك؟

بوكروفسك هي مركز للطرق والسكك الحديدية في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، وكان عدد سكانها قبل الحرب نحو 60 ألف نسمة. وقد فر معظم السكان ولم يبق من السكان سوى نحو 7 آلاف نسمة، وفقاً لبيان صادر عن الشرطة الأوكرانية في أواخر يناير/كانون الثاني.

وتقع المدينة على طريق رئيسي يستخدمه الجيش الأوكراني لتزويد المواقع الشرقية المحاصرة الأخرى بالإمدادات، بما في ذلك بلدتي تشاسيف يار، التي تشهد قتالاً عنيفًا، وكوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك.

مركبة عسكرية تمر بجانب لافتة طريق مكتوب عليها “بوكروفسك”، وسط هجوم روسيا على أوكرانيا، في بلدة بوكروفسك، بالقرب من خط المواجهة في منطقة دونيتسك، أوكرانيا. رويترز

يقع المنجم الوحيد في أوكرانيا الذي ينتج فحم الكوك – المستخدم في صناعة الصلب الضخمة والتي كانت حيوية لاقتصاد البلاد قبل الحرب – على بعد حوالي ستة أميال (10 كيلومترات) إلى الغرب من بوكروفسك.

أعلنت شركة ميتينفيست الأوكرانية لصناعة الصلب في منتصف يناير/كانون الثاني أنها أوقفت عمليات المنجم، مشيرة إلى تدهور الوضع الأمني. وقال اتحاد مصنعي الصلب إن خسارتها تهدد بخفض إنتاج الصلب في أوكرانيا إلى أكثر من النصف.

منذ عام 2014، أصبحت بوكروفسك مقرًا لجامعة تقنية كبرى، وهي أكبر وأقدم مؤسسة من هذا النوع في المنطقة الأوسع. وقد تضررت الجامعة بسبب القصف، وأصبحت العديد من نوافذها الآن محطمة أو مغطاة بألواح خشبية.

لماذا تريد روسيا بوكروفسك؟

وتقول موسكو إنها ضمت منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا وترى أن السيطرة على بوكروفسك تشكل خطوة مهمة نحو ضم المنطقة بأكملها إلى روسيا.

وترفض كييف والغرب المطالبات الإقليمية الروسية باعتبارها غير قانونية وتتهم موسكو بشن حرب غزو استعماري.

ومن شأن السيطرة على المدينة، التي تطلق عليها وسائل الإعلام الروسية اسم “البوابة إلى دونيتسك”، أن تسمح لموسكو بتعطيل خطوط الإمداد الأوكرانية على طول الجبهة الشرقية بشكل خطير وتعزيز حملتها للسيطرة على تشاسيف يار، التي تقع على أرض مرتفعة توفر إمكانية السيطرة على منطقة أوسع.

كما أن الضغط على قدرة الجيش الأوكراني على الوصول إلى شبكة الطرق في المنطقة المجاورة من شأنه أن يجعل من الصعب على قوات كييف الاحتفاظ بجيوب من الأراضي على جانبي بوكروفسك، وهو ما قد يسمح لروسيا بالتقدم على خط المواجهة.

ووفقاً لبيانات مفتوحة المصدر، بدأت القوات الروسية في تطويق المدينة في حركة كماشة من الجنوب الشرقي والجنوب الغربي.

ماذا تفعل أوكرانيا للدفاع عن بوكروفسك؟

أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم 26 يناير تغييرا في منصب العميد أندريه هناتوف، قائد الجبهة الشرقية التي تضم بوكروفسك، في خطوة قال إنها تهدف إلى تعزيز قيادة القوات في منطقة دونيتسك.

وقد تم استبدال هناتوف باللواء ميخايلو دراباتي، القائد العام للقوات البرية، الذي احتفظ بمهامه السابقة.

وجاء ذلك في أعقاب استبدال الجنرال أوليكساندر لوتسينكو في ديسمبر/كانون الأول، القائد المشرف على الدفاعات في دونيتسك والذي انتقده بعض المدونين العسكريين الأوكرانيين والمشرعين لفشله في وقف تقدم القوات الروسية بلا هوادة نحو بوكروفسك. وتم استبداله بالجنرال أوليكساندر تارنافسكي.

سكان يغطون النوافذ المكسورة في منزلهم الذي تضرر بسبب الضربات العسكرية الروسية، وسط هجوم روسيا على أوكرانيا، في منطقة دونيتسك، 21 يناير 2025. رويترز

وقال أوليكساندر سيرسكي، القائد الأعلى للجيش الأوكراني، إن قواته في المدينة وحولها استعدت لاقتراب الروس من خلال تعزيز مواقعها الدفاعية بشكل متكرر، وتحدث عن إرسال احتياطيات جديدة وذخيرة ومعدات لدعم المدافعين.

سيطرت القوات الروسية على قرى ومستوطنات جنوب بوكروفسك. وتقول أوكرانيا إن موسكو تبذل قصارى جهدها لمحاولة اختراقها، في حين تتكبد خسائر فادحة.

في المقابل، تقول موسكو إن القوات الأوكرانية تتكبد خسائر فادحة. ولم يكشف أي من الجانبين عن الأرقام الكاملة للخسائر.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، زار زيلينسكي المدينة، حيث تحدث إلى القوات التي تدافع عن المدينة ووزع عليها الجوائز العسكرية.

كيف تبدو بوكروفسك الآن؟

على الرغم من أن العلم الأوكراني الأزرق والأصفر لا يزال يرفرف فوق بوكروفسك، فإن المدينة أصبحت مجرد ظل لما كانت عليه في السابق، إذ لا يوجد بها كهرباء أو غاز أو تدفئة أو مياه بالأنابيب.

وأظهرت لقطات بثتها رويترز في 27 يناير/كانون الثاني واجهات المباني السكنية متضررة بشدة، والشوارع مهجورة، وبعض السكان المسنين الذين كانوا يحتمون في أحد الطوابق السفلية أثناء إجلائهم.

تظهر الصورة حطامًا بالقرب من المباني المتضررة بسبب الضربات العسكرية الروسية، وسط هجوم روسيا على أوكرانيا، 21 يناير 2025. رويترز

وفي مقطع فيديو سابق نُشر في 20 ديسمبر/كانون الأول، كان من الممكن سماع دوي قذائف في مكان قريب، وتم وضع حواجز مضادة للدبابات من طراز “أسنان التنين” على بعض الطرق، وكان متجر صغير يبيع البقالة يعمل على مولد كهربائي.

وقال العديد من السكان إنهم رفضوا المغادرة لأنهم ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه، ولأن مواردهم المالية محدودة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق